القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة زوجان تبكي كل من به احساس

قصة زوجان تبكي كل من به احساس


استيقظ ذات صباح ، وذهب الى الحمام ليغسل وجهه، نظر في المرآة فإذا بوجهه مليء بالرسومات بمختلف الألوان، كانت زوجته الصغيرة المجنونة الطفولية والبريئة القلب قد خربشت قليلا على وجهه النائم ، كانت قد فعلت ذلك بحب كبير ، طامعة أن تضحك في الصباح قليلا عليه فيركض خلفها ، يمسكها ، ثم يعانقها بقوة ويخبرها بأنه يحبها ثم يضحكا على وجهه طيلة اليوم،هكذا كانت تحلم تلك المسكينة حينما فعلت ذلك في الليلة الماضية،غسل وجهه وهو غاضب، ثم توجه الى المطبخ لكي يشرب القهوة التي اعتادها كل صباح، كانت لم تُعدها، أرادت أن تشاجره قليلا طمعا في بعض الرومنسية التي طالما رأتها في الأفلام وقرأت عنها في الروايات، لكنه حين لم يجد القهوة زاد غضبه ذهب اليها، ابتسمت ضنت بأنه سيضحك في وجهها ويعاتبها معاتبة الأطفال الصغار، لكنه صرخ في وجهها وصفعها حتى طرحها أرضا، "أنا لم أتزوجكِ لألعب معك ، أنا رجل ولست طفلا صغيرا، تزوجتُ لأكوّن أسرة،



لأنجب أولادا، لأكون رجلا في أعين الكل، هل جننتِ تريدين أن تعيشي قصة عشق وغرام ورومنسية، أفيقي فأنت لست بطلة أحد الأفلام وتلك الروايات التي كنتِ تقرئينها قد انتهى زمنها وهي لا تصنع البيت ولا الطعام ولا تربي لك ابناءك" قال هذا وهو يصرخ في وجه المسكينة، ثم قال لها وهي تبكي " اليوم سأعزم أصحابي الى الغداء، أريد أن يكون كل شيء جاهزا عندما أحضر هل فهمتِ ويا ويلك اذا وجدتُ نقصا منكِ " وخرج وهو يرى نفسه السيّد الآمر الناهي في البيت، يرى نفسه الرجل الذي لا تخرج زوجته عن طوعه، تركها مكسورة مخذولة تبكي بشدة حتى انها لم تستطع أن تتنفس جيدا فهي مريضة وحين تبكي يكاد ينقطع نفسها، تسرع في تحضير طعام الغداء والدموع لا تفارق مُقلتيها، لم يكفه كونه فعل ما فعل،



بل قص على أحد رفاقه ما حدث في الصباح وهو يضحك ويقول، "قال حب ورومنسية زوجية قال ، هكذا يجب معاملة النساء يا صاحبي وإلا فإنها لن تتعلم المسؤولية أبدا ولن تكون أما صالحة، عليها أن تعلم أن الزواج ليس كما تشاهده وتقرأ عنه، تلك مجرد قصص لجلب الأرباح، عليها أن تعلم أن الزواج ليس لعبة ورواية كالذي تقرأ عنه.." لكن لحسن الحظ فإن صديقه ذاك لم يكن مثله، بل لم يسمح له بإكمال حديث وقاطعه قائلا : "أي رجل أنت؟ ما كل هذه القسوة، أهكذا تعامل زوجتك؟؟ أهكذا يكون الزوج الصالح؟؟؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 'رفقا بالقوارير؟؟ فهي كاقارورة المصنوعة من الزجاج عليك أن تعاملها برفق وأن تحن عليها وأن تكون لطيفا معها، تداعبها ولا تكسر بخاطرها، أما علمت أنه قال صلى الله عليه وسلم . الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة؟؟ ويحك يا رجل، ما ذكرته قبل قليل من طبخ وتربية للأبناء هو في الأصل من بسيط وظائفها، وكونك لطيفا حنونا معها لن يزيدها الا حبا وشغفا بك، وستقوم بشغلها دون أن تخبرها أنت بذلك، لكنها ليست خادمة لديك وليست جارية، وما تزوجتها الا لتسكن اليها وتركن اليها عند حاجتك وحزنك وألمك، عد الى رشدك يا رجل وتب الى الله وعد الى زوجتك وأكرمها ولا تُحزنها بعد الآن" حزن الزوج وندم وأحس بضعف شديد ولام نفسه وعاتبها ، ثم قرر الاتصال بها كي يخبرها بأنه ألغى عزيمة اصدقائه لكن فلتستمر في تحضير الغداء لهما وحدهما...رن الهاتف لكنها لم ترفع السماعة، أعاد الاتصال لكن لم يجب احد، "قال لا بأس ربما هي مشغولة ولم تسمعه"...عاد الى المنزل مسرعا، رن الجرس لكن لم يجب احد، بحث عن مفتاحه لكنه نسي بان يأخذه معه في الصباح فقد خرج غاضبا، وفجأة رن هاتفه، كان المتصل هو اخو زوجته، اتصلت به عندما أحست أنها ليست بخير لياخذها الى المشفى، أجابه، " فقال له اخوها أخي نحن الآن في المستشفى هلا مررت؟؟ " قال ذلك وصوته الباكي يصرخ،



كاد يتوقف قلب زوجها من الخوف، بل إن فكرة أن يكون قد أصابها مكروه قد أرهقت ركبتيه فلم يقوى على السير، أوقف "تاكسي" وذهب الى المستشفى ، وجد كل اهلها هناك، والحزن بادِ على وجوههم، ضن بانهم سيقابلونه بغضب ، أن تكون شكته اليهم، لكن يبدو أنها لم تفعل، سلم على الجميع وبقي ينتظر معهم ما سيقوله الطبيب، بعد عدة ساعات، خرج اليهم الطبيب مطأطئ الرأس وقال لهم ببالغ الحزن والأسى "الله يرحمها" كان قلبها ضعيفا جدا ربما حونت بشدة وذلك كان سبب ضعف قلبها، جاءت الينا متأخرة، فقد سبقتها المنية، البقية في حياتكم مجددا" بكى الجميع بقهر والم، خاصة الزوج، فالمه كان أكبر لندمه ولومه لنفسه، غسلتها أمها، وتم دفنها، في المساء عاد الزوج الى البيت بعد أن أخذ المفتاحين من أخي زوجته المتوفية، مفتاحه هو ومفتاحها، دخل الى البيت، فوجد المائدة مغطاة، نزع الغطاء فوجد اشهى الأطباق وأجملها،



ورأى ورقة معلقة على باب الثلاجة، فتحها فوجد المكتوب " حبيبي، آسفة لأني اردت منك أن تخون عادات وتقاليد مجتمعك، آسفة لأني طمعتُ في ان تخرج عن تحجر قلوب الرجال الشرقيين في مجتمعك وان تسمعني قليلا من كلام الغزل، أن تعانقني وتقولي لي بأنك تحبني، أن لا تغسل وجهك من خربشاتي الليلة فتضحك وتقول لي سأخرج هكذا الى العمل ولا يهمني سخرية الآخرين مني، سامحني لأني اردتُ منك أن تعاملني على قدر عقلي الطفولي وقلبي الذي لا زال صغيرا لم يكبر مع الحياة...أرجو أن يعجب الطعام اصدقاءك حبيبي وأعدك أني لن أحزنك أو أغضبك بعد اليوم ابدا، أعدك...أحبك كثيرا..."
نظر الى المائدة وبعثرها في كل مكان، وجلس أرضا يبكي بصراخ ويقول ماذا فعلت يا حبيبتي؟؟ قتلتك بيدي ، سامحيني ..!!!
author-img
لاي استفسار https://m.me/moth.mig

تعليقات

التنقل السريع