فرصة اخيرة
كنت انضر الى ام نور، تجر خلفها فتاه صغيره، اعتقد انها في الخامسه او السادسه من عمرها. كانت الفتاه تمشي خلف ام نور بحزن، لا حيله لها... مروا من امامي، نضرت الى تلك الفتاه، كانت جميله جدا، ترتدي ثوب قصير كان يبدو قديما لاكنه نضيف، و شعرها ينسدل على ضهرها تضربه أشعة الشمس فيلمع كالذهب الخالص.
نضرت لي بعيناها الزرقاوتين، ابتسمت لها وابتسمت لي فبانت احد غمازاتها، كانت فتاه فعلا جميله.. اتجهتا لمبنى الاطفال، لم تكن تعلم هذه الفتاه الجميله انها سوف تعيش حياة جديده هنا، تخلو من حنان الام، وحب الأب. هنا يجب ان تكون هِيَ مسؤله عن نفسها ولو كانت بعمر صغير.
لا احد يكترث لأحد هنا، الجميع لديه نفس المشكله، او هي لا تعد مشكله بالنسبه لي بعد كل هذه السنوات. ها انا اليوم ابلغ من العمر ١٧ سنه، اذهب المدرسه كل يوم واعود الى هنا لكي ادخل الى غرفتي وادرس، ادرس فقط لتحقيق حلمي، للخروج من هذه الجدران والتحق بعالم اجمل واكبر، عالم جديد يمحو كل ذكرياتي في هذا المكان.
اتيت الى هنا منذ ان كان عمري ٣ سنوات، لا اعلم من اتى بي الى هنا لأكني وجدت نفسي اكبر هنا في دار الأيتام. ترعرعت بين بنات كثيرات مثلي، افتقدنا لحب وحنان الوالدين.
الله يعطي نعمة النسيان الأطفال ، فانا لا اتذكر كيف وصلت الى هنا، ولا اعلم ماذا حل بوالدي، عندما كنت اسأل احد المسئولات كانت تقول ان يوجد في ملفي رساله، كتب فيها ان والداي توفيا في حادث سير، ويوجد فقط اسمي "عسل"وتاريخ ميلادي. لم يكون هناك معلومات اكثر، كاسم والدي او الشخص الذي وضعني هنا.
دخلت ام نور الى ذالك المبنى الذي لبثت انا فيه ل ٩ سنوات من عمري حتى اصبحت في ال الثانيه عشر، و انتقلت الى مبنى الكبار كما كنّا نسميه، حيث بدانا نعتمد على أنفسنا كليا في هذا المبنى.
أتتني رساله من أيمن، او أقول من حبيبي أفضل.
أيمن: "خابري ما عندي رصيد"
اتصلت به فاجاب وهو يلتقط انفاسه بصعوبه.
عسل: شبيك؟
أيمن: دا اركض اسوي رياضه.
عسل: تسوي رياضه من شوكت، كولي من منو مهزوم.
أيمن: من منو انهزم شبيج، شكايليلج عليه؟
عسل: محد كايلي شي، لتنسى مصايبك كلها ماره عليه.
ايمن: أهو عسل سدي الموضوع يعني جنت اعبر الشارع فركضت شبيج.
عسل: اوكي، شردت مني؟
أيمن: شتاقيتلج دا اريد اشوفج.
عسل: دا أقره، بعدين تعرف اليوم جمعه وما أكدر اطلع. عود الأحد من اروح للمدرسه نتشاوف.
أيمن: كتلتيني بالدراسه والمدرسة مااعرف شحتحصلين.
عسل: تشوف بعدين المدرسه والدراسه شححصل منها. احسن ما أضل صايعه
ايمن: شنو قصدج؟
عسل: ما قصدي شي، بس دائما نحجي بموضوع الدراسه، وتعرف تفكيري شنو فسد الموضوع احسن.
ايمن: زين زين، يلا روحي، عود خابريني انتي ما عندي رصيد.
عسل: اوكي باي.
فتحت احد كتبي وبدات بالدراسه.
مر اليوم ولم يحدث شي جديد.
استيقظت في اليوم التالي على صوت صديقتي ميس.
ميس: عسل گومي الساعه ٩ ونص خلي نتريك.
عسل: اوكي گايمه.
بعد قليل أتت ميس وضربتني بمخده.
ميس: لج كومي ما اريد اتريگ وحدي.
ميس هي صديقتي منذ ان كنّا أطفال. أتت لدار الأيتام بعدي بسنتين كان عمرها ٥ سنوات تقريبا. أصبحنا صديقات. او نعتبر خوات، فهي دائما تقول لي انني اختها، وانا اعتبرها اختي.
نزلنا الى غرفة الطعام. اخذنا الفطور و جلسنا انا وهي نأكل. ذهبت هي لتكلم احد المسئولات وانا بقيت اجلس وأحتسي الشاي. نضرت امامي فوجدت تلك الفتاه الصغيرة التي رايتها البارحه. تجلس بمفردها وتضع الطعام أمامها وتنضر له فقط من دون ان تاكل.
نضرت الى ميس كانت لا تزال تتكلم مع المسئوله. وقفت وسرت بتجاه تلك الطفله. جلست بجانبها وانا مبتسمه.
قلت لها: هلو.
قالت: هلو.
عسل:شنو اسمج؟
البنت: فرح.
عسل: اوو اسمج كولش حلو. وأني اسمي عسل.
فرح بعفويه: انتي هم اسمج حلو.
عسل: شكرًاحبيبتي، ليش مدتاكلين؟
فرح: ما اعرف؟
عسل: متعرفين تاكلين وحدج؟
فرح: لا اعرف، جانت مرت خالو توكل جهالها وتگولي أني اكل وحدي.
عسل: لعد ليش مدتاكلين هسه؟
فرح: ما أشتهي.
نضرت لها كانت حزينه جدا، حزنت لأمرها.
عسل: شنو رائيج نصير صديقات؟
نضرت الي وقالت: اي، اني ما عندي صديقات أبد.
عسل: اتفقنه، من اليوم ورايح اني صديقتج. شكد عمرج انتي؟
فرح: عمري ست سنوات، وإنتي؟
عسل: اني اكبر منج بشويه، عمري ١٧ 😁
فرح: هواي ١٧.
عسل: ميخالف، اني عندي صديقات عمرهم ٣٠. عادي.
فرح: اي عادي.
بقيت ادردش مع فرح، عرفت منها انها ولدت وعاشت مع أمها، وعندما كانت تسال عن أباها كانت أمها تقول انه توفي قبل ان تولد فرح. قبل حوالي سنه توفيت وألدتها بسبب السرطان. اخذها خالها للعيش معه، لاكن معاملة زوجت خالها لها كانت سيئه. وبعد ذالك اتا بها خالها الى هنا.
وها هيه وجدت نفسها كالعديد من الفتيات في دار الأيتام. حزنت لحزنها. وقررت ان اهتم بتلك الفتاه واعتبرها اختي الصغيره.
بقيت العب معها طول اليوم، احاول زرع ابتسامه على وجهها بدل الحزن.
مر اليوم بشكل سريع. واتا يوم الأحد.
استيقظت مبكرا، تناولت الفطور بسرعه لكي اذهب الى المدرسه. عندما خرجت من الدار، وجدت ايمن ينتضرني بالقرب من الباص.
عسل: شدتسوي هنا ليشوفوك الحرس، كم مره كايلتلك لتجي لهنا.
ايمن: كتلج ما عندي رصيد وإنتي مخابرتي، من تخلصين انتضرج يم المدرسه.
ركبت الباص. وبقيت انضر له من النافذة.
كان يرتدي الملابس نفسها كالعاده. ذالك البنطال الذي اهترا من اللبس والغسل، و حذائه المتشققه من الوراء. قميصه الذي تغير لونه لانه قديم، و الجاكيت الجلد الذي صغر عليه بعد كل هذه السنين. نضرت الى وجه، الى تلك اللحيه المهمله، وذالك الشعر المبهذل.
رغم ذالك كنت أراه جميل، فكما يقولون الحب اعمى. وانا اعلم انه يحبني ويخاف علي. فلا يهمني مضهرهُ.
سرحت وتذكرت كل الوقت الذي مضى ونحن مع بعض. وأول يوم رايته فيها.
كنت عائده من المدرسه في ذالك اليوم، كنت ادخل بين الشوارع وإذا بشخص يتبعني و يتكلم كلام لم أكن افهمه، لأكني فهمت انه كان يتحرش بي. وقفت في الطريق وبدات بالصراخ عليه لأكني لم أكن اعلم انه وقح لتلك الدرجه، لم يهتم وبقي يتكلم بكلام جريء حتى انني صفعته على وجهه، فنهار هو ومسكني من يدي واراد ان يضربني، لاكن فجًّا اتى ايمن، كان مار من امام الشارع ورئاني. ضرب ذالك الفتى واتى ألي ليطمئن ان كنت بخير. وبعد ذالك أوصلني الى دار الأيتام.
ومنذ ذالك الوقت كنت أراه يقف امام الباب كل يوم ينتضرني، فعل كل شي للتكلم معي الى ان احببته.
هو يعيش مع أهله، مستواهم المادي تحت مستوى العادي. هم فقراء وهو لديه مشاكل كثيره. يسرق، يفتعل المشاكل، يتشاجر. لم يكمل تعليمه واتجه للعمل، لاكنه لم يفلح باي مهنه. لا يجيد التصرف مع الآخرين برزانه.
كان يقول لي دائما، لماذا تدرسين وتضيعين سنوات عمرك بالدراسه، اتجهي للعمل أفضل. لأكني لا اكترث لكلامه.
يطلب المال مني وانا أعطيه، لا اعلم لماذا احبه، لأكني اعتبره سند لي في هذه الدنيا. رغم كل مشاكله.
اعلم انني لو اعتمد عليه لكي نتزوج فلن نتزوج في حياتنا من بعض. هو يحلم فقط ان يصبح ميسور الحال و يأتي لخطبتي ونتزوج، لاكن افعاله غير، ليست كتفيكره وكلامه.
وما زلت معه احبه على أمل ان يتحسن في يوم ما.
نتشاجر كثيرا انا وهو بسبب تصرفاته وافعاله، لاكننا سرعان ما نرجع مثل السابق. احيانا اهدده بأنني سوف اتركه اذا فعل شي خاطا.. مثلا في احد المرات اكتشفت انه سرق شي من احد المحلات، غضبت كثيرا و تشاجرت معه و هددته اني لو سمعت انه سرق مره اخرى فلن يرى وجهي بحياته. ومنذ ذالك الوقت وهو لم يفعلها مجددا.
هذا هو ايمن، لا اعلم كيف أصفه.
انتهى دوامي وخرجت من المدرسه، لم اركب الباص وقلت لميس اني سوف ارى ايمن.
وجدته يقف بالقرب من المدرسه، ابتسم لي ولوح بيده، ذهبت له ووقفت بجانبه ومشينا.
ايمن: شتاقيتلج عسولتي.
عسل: اني هم شتاقيتلك، شنو الأخبار؟
ايمن: ماكو شي على حطت ايدج.
عسل: شنو اخبار الشغل.
ايمن: ماكو نفس الشي، دا أفكر اعوف الشغل، لان مدّا استفاد شي.
عسل: شنو تعوفه، هذا عاشر شغل تعوفه، وبعدين شتسوي؟ تكعد بالبيت وتصفن لو تجيني تكولي نطيني فلوس؟
ايمن: على أساس أني كل يوم داگ بأبج اريد فلوس، اني اي شي اخذه منج كايلج من يصير عندي ارجعلجيا.
عسل: اني مقصدي هيجي، وبعدين فلوسي هيه فلوسك، بس دا اقصد يعني لشوكت تضل يوميه تارك شغل وبادي بشغل وتارك وبادي. ميصير هيجي، انت مدتستفاد. اذا عفت هذا شغلك من يگول تحصل شغل زين؟
ايمن: لعد شسوي، مدّا احصل فلوس زين، و لا الشغل عد ابو علي ماشي زين، أضل اشتغل هناك بتفاليس شنو.
عسل: زين دور شغل ثاني اذا لكيت عود عوف الاول.
ايمن: اي خوش فكره، من بأجر راح أدور.
اخرج سجاره من جيبه واشعلها، بدا يسحب الدخان وينفخه.
عسل: تعرف ما احب الجگاير، ولا احبك تدخل، و٥٠ مره كتلك لتدخن يمي هسه ريحتي تصير كولها جكاير.
ايمن: شنو يعني، تعرفين بيه اني ادخن ماكو شي جديد.
سكت وابتعدت عنه الى ان أكملها، أوصلني الى الدار.
عسل: عود اشتري رصيد، مو تضل هيجي.
ايمن: اوكي عود من يصير عندي فلوس.
مددت يدي الى حقيبتي واخرجت نقودا واعطيتها له. اخذها من دون اعتراض. ودعني وذهب.
دخلت الى احد الدكاكين الذي بجانب الدار. اشتريت بعض الشوكولاتا والعلكه والحلويات. وخرجت.
دخلت الى الدار، كنت انضر في هاتفي وإذا بشخص كان مسرعا، فاصطدم بي، سقط كيس الحلويات من يدي، اعتذر مني و نزل الى الأسفل وحمل الكيس وأعطاني إياه. قال لي " أسف مشفتج، اعتذر" وذهب. كان رجل في نهاية ال ٣٠ من عمره او اكبر. كانت ملابسه مرتبه جدا، يرتدي قميص رسمي ازرق، وبنطال بيجي، وستره ثخينه بنيه، يلف على عنقه لفاف اسود. حذائه تلمع من النضافه. صعد الى السياره التي كانت تقف في الخارج، كانت سياره جميله وحديثه. انطلق وهو غاضب. كان وسيما رغم ان الشيب يملئ راْسه، لاكنه يبدو عصبي.
تأفأفت من عدم انتباهه وسرت الى الداخل. +
اتجهت لمبنى الصغار، كنت ابحث عن فرح، وأخيرا وجدتها تجلس بمفردها ترسم، أسرعت بالسير اليها. جلست بجانبها فراتني، ووضعت كيس الحلويات على الطاوله. فتحت هي ونضرت لي ثم قفزت واحتضنتني، احتضنتها وفرحت لفرحها.
فرح: شكرًا عسل، اني احبج هوايه.
عسل: عفوا حبيبتي، واني اموت عليج. شنو تدرسمين؟ راويني!
فرح: هاي ماما و هاي اني وهذا بيتنا.
رسمت بيت صغير في منتصف الورقه و رسمت امرءه فوق مع السحب والشمس. وبنت صغيره ترتدي فستان زهري في أسفل الورقه. رسمت غيوم كثيره في كل جه من الورقه.
عسل: ليش رسمتي غيوم هواي؟
فرح: لان اني من اريد اشوف ماما انام وأحلم بيها، و هيه هم تكون نايمه وتحلم بيه. نشوف بَعضُنَا بالحلم. وهاي غيوم يعني حلم.
أعجبت بتفكيرها، وبرسمها، رغم صغر سنها الا انها كانت ذكيه جدا.
قبلتها ونهضت، ذهبت الي مبنى الكبار، والى غرفتي. غيرت ملابسي وجلست أدرس.
مر الأسبوع وكان عادي. ايمن لم يتصل بي أبدا، عندما اتصل به او أراه يقول انه لا يملك رصيد في الهاتف. رغم انه أخذ مني أموال لذالك.
اغضب منه لأكني لا أستطيع ان اخاصمه.
كنت اجلس في حديقة الدار. دخل ذالك الرجل العصبي، الذي اصطدم بي في ذالك اليوم. 2
نضرت له كان يمشي بسرعه متجها نحو غرفة مديرة الدار. لم اكترث له وأكملت دراستي. بعد قليل شعرت بالعطش فقررت الذهاب لجلب المياه.
مررت من امام غرفة المديرة. كان الباب مفتوح قليلا. كنت اسمع ان الرجل كان يصرخ على المديره.
الرجل: يعني متمشون اله بالرشاوي، شنو شايفتني زعطوط، اني عمري أربعين سنه، يعني اكيد مراح أخذ بنيه من دار الأيتام و اخليها تصيع. شهالتفكير الوصخ، راح اخد وحده من البنات، وبدون رشوه، وتشوفين.
المديره: دكتو احمد رجائا، بدون متعلق بصوت عال لان مو وحدنه هنا. كلتلك انت ميصير تتبنه بنيه وانت ما مزوج، احنه الي تدخل هالدار منشمرها، لازم نتأكد ان حياتها الي حتعيشها مينقصها شي، وانت اذا عندك زوجه اكيد ألك حق للتبني لاكن حاليا أسفه هذا القانون ما أكدر أغيره.
نهض هو واتجه للباب للخروج، رجعت للوراء كأني للتو أودّ الدخول. وقف ونضر لي، سرت انا من أمامه وكأني لم أراه.
فهو يريد ان يتبنى طفله اذا، و هنا لا يسمحو له بذالك لانه غير متزوج. إنسان بعمره، يتضح ان غني ايضا ووسيم ورغم ذالك ليس متزوج ويريد ان يتبنى طفلا، لماذا يا ترى.
ذهبت لشرب الماء ورجعت بعد ذالك للخارج لكي اجلس وادرس.
مر بضع شهور والآن نحن في منتصف العام الدراسي، لدي امتحانات، وكالعادة لا ارى التشجيع من ايمن. جلست ادرس مع ميس. وبعض الأحيان اذهب لـ فرح لكي أساعدها في الدراسه. تقربت منها كثيرا في هذه الاونه.
كنت اذهب كل يوم الامتحان وانا خائفة، اريد ان يكون جيدا، فهذا سبيلي الوحيد لتحقيق حلمي.
وانتهت الامتحانات. اخيرا. في ذالك اليوم، اخر يوم امتحانات نمت براحه كبيره لا توصف.
استيقظت في اليوم التالي على رساله من ايمن. يريد مقابلتي. وافقت وخرجت في الصباح لروئيته، كنّا نمشي ونتكلم كان يرتدي قميصه المعتاد و لاكنه قلع الجاكيت لانه احس بالحر، فرفع الهواء قميصه ولاحظت انه يوجد شي على خصره، داخل بنطاله.
عسل: شنو هذا الي جوه القميص؟
ايمن: شنو جوه القميص؟
عسل: ايمن لترد عليه بسؤال. شنو جوه القميص حاط شي انت دا اشوفه.
ايمن: حبيبتي ماكو شي.
لَبْس جاكيته و سار، سرت بسرعه ووقفت أمامه ونضرت له نضرت غضب. ابعدت جاكيته ورفعت قميصه وسحبت الشي وتفاجئت انه كأن يحمل سلاح.
عسل: عزه ايمن انت من كل عقلك لو تشاقه؟ شنو شايل هالسلاح و شلون جبته؟
مر احد من أمامنا فوضعت المسدس في حقيبتي، بعد ما ذهب الرجل أكملنا حديثنا.
ايمن: طلعي المسدس وجيبي، انتي شون هيجي تاخذي بالشارع لو احد شايفج؟
عسل: ايمن شنو تريد تسوي مصيبه جديده انت، تره ميصير هيجي، يعني مسدس مأخذه تفتر بي شنو معناتها؟
ايمن: مو مالتي مال صديقي انطونيا دا اوديلهيا. دجيبي خلي أضمه.
أخرجته وانا غير مقتنعه بما يقول، و ناولته له، فاستغربت انه اخرج منديل و حمله ووضعه في الخلف على خصره لكي لا يراه احد. 1
عسل: والله خايفه لتروح تسويلك مصيبه.
ايمن: حبيبتي لتخافون، بعدين ولا مره شفتج تكوليلي كلام حلو، كل مره عتاب و رزايل، خليني احس إنّو انتي تحبيني.
عسل: حياتي اني لو ما احبك اخاف عليك، والله لان احبك اسوي هيجي، ما أريدك تدخل بمشاكل من جديد. اني مالي غيرك بهالدنيا. +
ابتسم لي هو و احتضنني. فابعدته بسرعه.
عسل: لك احنه بالشارع.
ايمن: شنو يعني، مداسوي شي غلط دا احضن حبيبتي.
عسل: امشي امشي انت مو عازمني، اني جوعانه.
ذهبنا و تناولنا الطعام ثم سرنا و بعد ذالك رجعني الى الدار وذهب. اشتريت بعض الحلويات لفرح كالعاده.
دخلت الى الدار وجدت المديره و احد المسؤلات يتحدثن مع بعض بسريه، وكأنهما يتكلمان او يتفقان على شي مهم.
ذهبت من خلفهم ووقفت في مكان حيث هم لا يروني. وبدات اسمع حديثهم.
المديره: عادي يعني مثل مكتلج، اذا اتصلنه بي هسه وكلناله إنّو القصه هيجي صارت راح يوافق ويجي.
المسؤله: منو گال حيدفع كل هذا المبلغ؟ يعني وفكري اذا ما تقنع واشتكى علينه؟
المديره: اني متأكده إنّو مراح يشتكي ولا راح يرفض، الدكتور يريد يكون حياه جديده بعد ما قضى حياته كلها بالسفر والشغل. وبما إنّو هوه مناوي يتزوج فمستحيل يكدر يتبنى طفل من اي دار أيتام، اني دا اقدمله عرض. وإنتي ما عليج الا تجيبين عقد زواج مزور و تسلمي البنيه، والفلوس بالنص.
المسؤله: اوكي راح احاول، هالفترة يعني واردلج خبر.
المديره: اوكي واني راح اتصل بي وإمهدله الموضوع.
صدمت من كلامهن، هل فعلا ينوون على تزوير هكذا أوراق فقط لكي يحصلن على المال. ما هذا الجشع. لا اعلم ماذا افعل ولاكن هذا الموضوع يجب ان لا يختبئ. سوف أفكر في طريقه ما.
ذهبت للداخل، مررت لمبنى الصغار و تكلمت مع فرح واعطيتها الشكولا، كانت تقول لي دائما انها تحبّني وتعتبرني اختها الكبيره، لا وأحيانا تقول لي انني بحنان أمها. رغم اني افتقدت لذالك الحنان الا اني كنت احمل حنانا كبيرا، وهذا الشي يجعلني ما ازال مع ايمن.
مر اليوم، وفي اليوم التالي، خرجت لاستنشق بعض الهواء في الحديقه وإذا بي ارى ذالك الدكتور. نعم تذكرت حديث المديره و المسؤله البارحه. +
هرعت وركضت بتجاهه قبل ان يدخل.
عسل: دكتوررر.
استدار هو ونضر الي، ركضت واقتربت منه اكثر حتى اني بدأت اشم عطره. ياله من رجل انيق.
الدكتور: دتصيحيلي اني؟
عسل: اي دكتور، اني... يعني عندي موضوع... يعني انت لازم تعرف شي قبل لا تدخل المديره.
الدكتور: شنو هالشي؟
عسل: هيه اتصلت بيك وكالت إنّو انت يصير تتبنه طفله صح؟
الدكتور: اي صح.
عسل: هسه راح تطلب منك فلوس حته تمشيلك المعامله، تكدر تكول رشوه بس هيه مراح تخليها تبين إنّو هيه تريد رشوه. راح تكولك معاملات وتامينات، بس واحد من يريد يتبنى ميحتاج يدفع اي شي. همه راح يزورون المعامله، وراح يجيبون عقد زواج مزور باسمك ويكتبون ان انت متزوج.
الدكتور: وإنتي شنو دراج بكل هذا؟
عسل: اني سمعتهم، وانت اذا انخدعت احتمال تدخل السجن اذا نكشفت السالفه، هنه ما عليهن خطر، راح يُبين إنّو انت الي مزور شهادت الزواج.
الدكتور: زين انتي شنو مصلحتج إنّو جايه تكوليلي؟
عسل: ما الي اي مصلحه بالموضوع، يا حضرت الدكتور يكولون الي اكبر منك بيوم افهم منك بسنه، وانت اكبر مني يمكن بـ ٢٠ سنه، واعتقد انت فاهم ومثقف، لازم تعرف الناس شنو. اني ما عندي مصلحه ولا راح استفاد شي، بس دا أحذرك، لو اي واحد بمكانك جنت سويت وَيَا نفس الشي.
تركته ومشيت بغضب، لأكني احسست انه بقي واقف في مكانه وينضر الي. وبعدها اتجه الى غرفة المديره.
لمت نفسي انني تكلمت معه، يا له من احمق يضن انني اريد ان انتفع من ما قلته له، فعلا كلً يرى الناس بعين طبعه.
مرت ايام وقربت عطلة منتصف العام على الانتهاء.
كنت اتصل بأيمن واراه في بعض الاحيان. واليوم هو اتصل بي واراد ان يراني. فوافقت وخرجت معه.
ايمن: حياتي شتاقيتلج وين نروح؟
عسل: بكيفك وين تريدنه نروح؟ بس اليوم شكو اشو متغير، وعازمني منيلك فلوس؟
ايمن: لكيت شغل جديد وحصلت كم فلس منه.
عسل: صدك حبيبي! مبروك.
ايمن: الله يبارك بيج حياتي.
عسل: ايمن هاي هديتك، اعرف عيد ميلادك بأجر بس بأجر مراح أكدر اشوفك، اكو احتفال بالدار وميخلونه نطلع.
ايمن: حبيبتي ما جان اكو داعي تكلفين على نفسج. انتي احلى هديه بهذا العالم.
ابتسمت له ومددت يدي لأعطيه الهديه، اشتريت له ثياب جديده. بدل تلك التي اهترت. مد يده هو ايضا لأكني فوجئت بأنه يرتدي ساعه، كانت غاليه.
عسل: هاي ساعت منو الي لابسها؟
ايمن: لكيتها بالشارع ولبستها، مو مال احد، حته شوفيها متشتغل.
لم أصدقه، فتلك الساعه غاليه جدا لدجه ان لا يستطيع المرء رميها حتى ولو كانت لا تعمل.
بعد قليل اتى شخص من بعيد، فقال لي ايمن ان أقف بمكاني ولا أتحرك، سوف يذهب ويتكلم معه.
تركني وذهب، كنت انضر له لأكني لا افهم ماذا يقول لذالك الرجل. ولاكن لم يمر سوى بضع دقائق الا والشرطه في كل مكان. سمعتهم يقولون ل ايمن "انت متهم بالسرقة، ولازم تجي ويانه". اخذوه لكي يركب معهم، وانا بقيت في مكاني مصدومه. لقد خان ثقتي به مره ثانيه، انا وعدته اني لو سمعت انه قد سرق مره اخرى فلن يراني مجددا. اعتقدت انه سوف يخاف هكذا، لم اعلم ان "ابو طبع ميغير طبعه" .
سرت عائده للدار وانا أفكر، لا ارى شي امامي ولا اسمع احد سوى صوت قلبي الذي يتالم. لماذا يفعل ايمن هذا بي، قام بدعوتي للغداء بمال حرام، انا احاول ان اجعله إنسان جيد، وهو لا يكترث لامري، لا اعتقد انه يحبني كما احبه، ولا اعتقد اني سوف ارى مستقبل جيد معه.
هو غير عني، انا أفكر بالمستقبل وهو لا يكترث لأي شي. هو غير متعلم، وغير مثقف، والى الان لم أراه يفعل شي من اجلي، لا اعلم كيف يحبني.
دخلت الى الدار. وانا ارى الدنيا سوداء. اتجهت الى غرفتي، أقفلت الباب وجلست. بدأت دموعي بالسقوط. سقطت دموعي من اجل شخص سارق، لم يحبني أبدا، كان فقط يمضي الوقت معي ويستفاد من النقود التي كنت اعطيها له. قررت ان أنساه ولا افكر به، ولا اريد ان أتذكره. كيف اتزوج بسارق ولديه سوابق، ماذا أقول لأولادي. انا لا اريد ان أرى أطفالي يعيشون نفس الحياة التي عشتها، لا اريدهم ان يفتقدو حنان أباهم او امهم. لذالك ايمن يجب ان يخرج من حياتي.
ذهبت للمدرسه في اليوم التالي، وانا شاردة الذهن. لم اسمع اي شي من الدروس بتركيز. رجعت وانا شارده ايضا. أوقفتني المسئوله ام نور.
ام نور: عسل حبيبتي.
عسل: نعم خاله؟
ام نور: تعالي لغرفتي دا أحجي وياج بموضوع مهم.
ذهبت معها الى غرفتها. كانت ام نور حنينه جدا، لأكنها لا تخالف القوانين، هي ايضا يتيمه وعاشت هنا منذ ان كانت صغيره، وبعد ان كبرت لم تتزوج فاختارت ان تعمل في الدار. اسمها نجاة وليس لديها أطفال، لأكنها تحب ان نناديها بام نور.
دخلت الى غرفتها وجلست، فجلست هي امامي.
ام نور: عسل، انت هسه كبيره وواعيه، بعد اقل من شهر تصيرين ١٨ سنه، يعني حتكدرين تعتمدين على نفسج. المديره طلبت مني إنّو اگولج هذا الشي.
عسل: شكو؟
ام نور: اكو شخص متقدملج، إجه وحچى ويه المديره. يريد يطلب ايدج. واني سمعتهم يحجون، يكولون ان خوش رجال، وغني و مثقف. واني أشوفها هاي فرصه ألج، لان انتي هم مثقفه وعندج طموح و شاطره، وواعيه. احسن ما تگضين حياتج كلها هنا.
عسل: اني ما أفكر بهذا الموضوع حاليا، خلي تگوله عن اي بنت ثانيه، كومه اكو بنات هنا بالدار. اني اريد اكمل دراستي وأصير محاميه.
ام نور: هوه جاي عليج بالاسم، يعني هوه جاي طالب ايدج انتي مو غير وحده. وهو مو متخلف حته يخليچ تعوفين دراستج. هوه أصلا دكتور.
عسل: دكتور؟ منو هذا؟
ام نور: دكتور اسمه احمد، اجه كم مره هنا ما اعرف اذا شفتي. هوه الي متقدملج. بنتي فكري بالموضوع ولترفضين بسرعه. لان مراح تلكين احسن من هيجي قسمه. 3
عسل: بس انت تعرفين هذا الدكتور شكبره؟؟ اكبر مني بكومه، واني شنو اعرف عنه حته اتزوجه. شفته مرتين وجان معصب و كالب خلقته.
ام نور: تتعرفين علي، اكيد مراح تتزوجون بسرعه. وبعدين بنتي العمر مو مهم. وإنتي هم فكري ورديلي خبر.
خرجت من غرفتها وذهبت لغرفتي، الان بالي مشوش، لماذا يتقدم ذالك الرجل الي. ماذا يريد مني، ام انها حيله جديده لكي يتبنى طفله. لأكني لست طفله ليتبناني. +
بقيت أفكر طوال اليوم، من كثر التفكير لم أنم، و لم اذهب للمدرسه احسست نفسي مرهقه، تاره أفكر ب ايمن وخيانته لثقتي، وتاره أفكر ب الدكتور احمد. نمت في الصباح من التفكير. وحلمت اني أقف بين نار وجنه، ايمن يقف في جهة النار و الدكتور يقف في جهة الجنه، والاثنان يصرخات باسمي. وانا كنت محتاره مع من اذهب، لأكن سرعان ما تقدم لي ايمن وسحبني وانا ذهبت معه. كان يسحبني معه الى النار وبدات أشعر بالحرارة.
كنت اسمع صراخ أحمد وهو يقول لي عودي انا انقذك، لا تذهبي معه. لأكني لم اكترث له. وبقيت اضحك وامشي مع ايمن.
+
استيقضت مفزوعه من هذا الحلم، شربت الماء وانا أتنفس بصعوبه. دخلت ميس الى غرفتي ووجدتني هكذا.
ميس: عسل شنو بيج؟
عسل: ماكو شي جنت احلم.
جلست بجانبي فحتنضنتها.. قصيت لها الحلم، وأخبرتها بانه يوجد دكتور يريد خطبتي. فرحت كثيرا هي، عكسي تماما.
ميس: لتصيرين غبيه، هاي فرصه تجيج مره وحده بالعمر.
عسل: بس اني احب ايمن، شلون اتزوج غيره.
ميس: ايمن شنو انتي من كل عقلج، ايمن شلون تتزوجي مو شلون تتزوجين غيره. انتي نسيتي اخر شي سوا، رجع يبوگ مره ثانيه، وهالمره باثبات و هسه هوه بالسجن. ايمن وإنتي مستحيل تتزوجون، انتي ناويه تصرفين عليه طول العمر يعني.
عسل: ميس اني احبه، وهو راح يتغير انشالله. اني كتله إنّو محيشوفني بعد اذا باگ، بس كلبي مينطيني. وبعدين اني هذا الدكتور شمعرفني بي، ما اعرف هو شنو ما شنو. شلون اتزوجه.
ميس: يعني هسه هاي الصعبه، تتعرفين عليه. وأيمن لا انتي تحبي هم فكري بمستقبلج، انتي ماعندج احد بهالدنيا، وهو لو يحبج ويخاف عليج جان بيوم فرحج، جان بيوم اتعدل ومشى عدل بطريقه. تره هوه إنسان تافه وما عنده اي حلم، ميعرف يتصرف، وما فد يوم حس بالمسؤلية. انتي تصرفين عليه وإنتي تجيبيله هدايه وإنتي وإنتي. وهوه فكري ولو لمره شنو سوالج . ولا شي غير بس مفشلج ويصرخ عليج، هذا هو الي فالح بي. وهسه حته الثقه الي نطيتيها خانها.
عسل: صح كلامج.
ميس: اي صح، فكري بحياتج وبمصلحتج، لو شكد ما هذا الدكتور يطّلع مو زين على الأقل أنتِ تكدرين تعيشين حياتج بحريه. وكسري عينه الأيمن مثل ما هوه ما سوالج اي قيمه وضل بطريقه الغلط. فكري بكلامي زين. اني هسه لازم اروح.
عسل: اوكي.
نعم ميس تقول الصح، الى متى انا التي تتحمل مسويله هذه العلاقه، الى متى أعطي المال لحبيب لا يفعل شي من اجلي، هو يبلغ مو العمر ٢٥ سنه وانا فقط ١٧ سنه.
في الليل ذهبت الى غرفة ام نور، طرقت الباب فسمحت لي بالدخول.
عسل: خاله عندج وقت أحجي وياج؟
ام نور: اي حبيبتي تعالي.
سرت وجلست على سريرها، نضرت لي هي وفهمت.
في الليل ذهبت الى غرفة ام نور، طرقت الباب فسمحت لي بالدخول.
عسل: خاله عندج وقت أحجي وياج؟
ام نور: اي حبيبتي تعالي.
سرت وجلست على سريرها، نضرت لي هي وفهمت.
ام نور: بعدج تفكرين بالموضوع؟
عسل: لا قررت و خلاص.
ام نور: على خير، شنو قررتي؟
عسل: فكرت هواي ولكيت الحل المناسب، مو دائما تجينا هيجي فرص وخاصتا احنا الي بدار الأيتام. راح أوافق على الدكتور، يمكن ما احبه ويمكن ما أكدر أعيش وَيَا بس اني اريد اطلع من هاي الحياة، اريد احس اكو عندي عائله وبيت. صح انتو عائلتي هنا بس هم لمن واحد يصحى كل يوم ببيت يكون خاص بي اله طعم ثاني.
ام نور: بالضبط هذا الي اني دا احاول اوصللجيا، وتأكدي إنّو اختيارج محيكون غلط انشالله.
عسل: انشالله.
ام نور: اني راح اكول للمديره لعد.
عسل: بس اني عندي شرط.
ام نور: شنو؟
عسل: نزوج وره ما اخلص مدرسه، مباقي بس هاي النص سنه وبعدين ادخل جامعه. و هم أريده يعرف إنّو اني راح ادخل جامعه ولازم اكمل.
ام نور: تمام اني حكول للمديره وهيه تتفق وَيَا.
عسل: اوكي، لعد اني اروح هسه عندي دراسه.
ام نور: اوكي حبيبتي تصبحين على خير.
عسل: وإنتي من أهله.
ذهبت الى غرفتي وانا اشعر ان قلبي مقبوض، لا اعلم لماذا تصرفت بهذه الطريقه، لماذا وافقت على إنسان لا أستطيع ان احبه في يوم. لأكني غاضبه من ايمن لدرجة اني اريد ان لا أراه مره اخرى في حياتي، وهذه الطريقه الوحيدة التي تجعله يبتعد عني.
بقيت في سريري افكر الى ان نمت دون ان اشعر. استيقضت في الصباح وذهبت الى المدرسه، وعدت بعد انتهاء دروسي فجلست في غرفتي لكي ادرس، بالي كان مشغول في ذالك الموضوع.
سمعت احد يطرق الباب، فتحتها، كانت ام نور قالت ان أغير ملابسي واذهب الى المديره.
ارتديت جينز و تيشيرت عادي، رفعت شعري وخرجت لأكن خطر ببالي شي، فرجعت الى الغرفه، فتحت شعري و وضعت قليل مساحيق التجميل و خرجت.
ذهبت الى غرفة المديره، طرقت الباب فسمحت لي بالدخول، وكما توقعت كان الدكتور احمد هناك، يجلس بكل إناقه، رائحته ملئة الغرفه.
المديره: تعالي عسل گعدي.
مشيت بخجل وجلست في كرسي مقابل الدكتور.
المديره: مثل متعرفين الدكتور اتقدملج رسميا وطلب ايدج مني، واني اعتبر امكم هنا بالدار. و القرار بالنهايه يرجع ألج وإنتي وافقتي، والدكتور وافق على شروطج. صحيح الاشياء دتصير بسرعه بس لان الدكتور احمد ميريد يتاخر. اني راح اتركم وحدكم حته تتكلمون.
وخرجت هي، فبقينا انا واحمد فقط في الغرفه. احسست ان قلبي يكاد ان يتوقف، رفعت راسي قليلا ونضرت له، كان هو ايضا ينضر لي.
أحمد: مرحبا!
عسل: مرحبا.
احمد: اول شي ما أريدج تخجلين مني، حته نتكلم بوضوح. ثاني شي اني اريد أشكرج هواي.
رفعت راسي وركزت نضري عليه.
عسل: على شنو؟
احمد: على الي كلتي هذاك اليوم، جان هسه اني متورط بمصيبه كبيره.
رفعت حاجبي: يعني خطبتني كنوع من الشكر، بس انت ما مضطر تسوي هيجي، تكدر تروح تتزوج وحده من مستواك و ماكو داعي تخطب وحده من دار الايتام. اني جنت تكدر تشكرني عادي.
احمد: لا لا مجان قصدي هيجي، اني أكيد ما خطبتج علمود هيجي، لو اني تفكيري هيجي جان هسه متزوج من زمان أول وحده قدمتلي خدمه او نصيحة او سوت شي زين علمودي..
سكت قليلا وقال: اني ما افكر هيجي، واني من خطبتج سويت هيجي لان انعجبت بشخصيتج ورزانتج، رغم إنّو انتي بعدج صغيره، عمرج ١٨ صح؟
عسل: بعد تقريبا شهر وأصير ١٨.
احمد: انتي متأكده إنّو ما عندج اي اعتراض على العمر؟ تره الفرق بيناتنا ٢٢ سنه.
عسل: مو مهم، اني ما هامني العمر بگد ما هامني إنّو أعيش حياة مستقره، بأمان و يصير عندي بيت واسره.
احمد: تتخرجين من الثانوية هالسنه مو؟
عسل: اي.
احمد: علمي لو ادبي؟
عسل: علمي.
احمد: وشنو تريدين تكملين؟
عسل: قانون.
نضر لي، بان انه تفاجأ.
احمد: لعد ليش ما رحتي ادبي؟
عسل: اني احب العلميات، وأحب الرياضيات خصوصا، بس اريد أصير محاميه وهذا حلمي من جنت صغيره.
احمد: حلو، حبيت تفكيرج. والمحاماة هم حلوه.
عسل: اي.
احمد: غير إنّو تكملين دراستج والعرس يكون بالصيف وره ما تتخرجين من الثانوية شنو عندج طلبات بعد؟
عسل: ولا شي. اهم شي دراستي.
نضر لي بابتسامه وقال: زين المقدم والمؤخر؟
عسل: ميهمني هاي الأشياء!
احمد: بس هاي الاشياء مهمه، حته تضمنين مستقبلج.
عسل: ليش مستقبلي حيكون بخطر اذا تزوجتك؟؟
احمد: لا، بس الي اعرفه إنّو البنات دائما يفكرون بهاي الاشياء من يتزوجون. المقدم والمؤخر و العرس و شهر العسل وهيجي.
عسل: اني متهمني هاي الأمور، اهم شي إنّو انت الي تحس تكدر عليه اكتبه واني موافقه، والعرس مو مهم يكون كبير، اني أصلا ما اعرف ناس هواي غير الي هنا.
احمد: تمام، ليش احسج مجبوره على هذا الزواج؟
عسل: محد يكدر يجبرني على شي، اني طبيعتي هيجي، انت حسّيت هيجي لان يمكن متعرفني.
احمد: لعد بما إنّو اني ما اعرفج وإنتي متعرفين زين، خلينا نتعرف أكثر، أكدر أخذ رقمج؟
عسل: اي عادي.
اخرج هاتفه، كان حديثا جدا. سجل رقمي ورن علي فأخرجت هاتفي من جيبي، كان قديما مقارنتا بهاتفه الحديث. حفظت رقمه في سجل أرقامي.
احمد: لعد اتفقنه، شنو رائج الخطوبه تصير رسميه وره عيد ميلادج، يعني حته تصيرين ١٨ وتكونين مسؤله عن نفسج؟
عسل: تمام ث، احسن هيجي.
احمد: كولش زين، اني راح اكول للمديره اذا.
قمت انا وقلت له اني سوف اخبر المديره اننا انهينا حديثنا، ودعته وخرجت.
دخلت المديره وانا صادفت ميس في الخارج. وذهبنا الى غرفتي.
ميس: شصار شفتي؟
عسل: اي واتفقنه.
وأخبرتها بما جرى. احتضنتي وباركت لي.
ميس: بس عسل، و ايمن شلون؟
عسل: هذا الموضوع أنسد، خلي هوه متونس بالسجن من وره عمايله، ما اعتقد يطّلع منا لسنه. بعدين لتجيبين طاري هالانسان كدامي.
ميس: اوكي، هسه شوكت الخطوبه الرسمية؟
عسل: بعد لازم أصير ١٨، حته كل شي يصير قانوني.
ميس: يعني مبقه شي.
مرت ايام ولم يحدث شي، يتصل بي احمد في بعض الأحيان، لاكن لا يطول كلامنا كثيرا، فقط سلام و هكذا.
اتصل بي في يوم عيد ميلادي، طلب مني ان نخرج مع بعض للعشاء، وافقت. ارتديت فستان طويل عادي كان ابيض، و ستره رسميه فوقه، سرحت شعري وجعلته مفتوح، ووضعت بعض مساحيق التجميل، لبست كعب، لاكن لم يكن عاليا كثيرا. وبقيت انتضر الى ان وصل وأرسل لي رساله انه في الخارج.
خرجت و رايته يجلس في سيارته الفخمة، نضر لي وابتسم، فنزل من السياره واقترب مني، قال لي كل عام وإنتي بخير. ثم فتح لي باب السياره الأمامي. ركبت فأغلق الباب واتى هو بأناقته وركب بجانبي. وحرك السياره. +
كنّا صامتين طوال الطريق، كسر هو ذالك الصمت.
احمد: شنو شعورج وإنتي حتصيرين ١٨؟
عسل: ما اعرف، بس اخيرا أكدر أصير مسؤله عن نفسي. +
احمد: جنت هواي انتضر أصير ١٨، اكثر شي حته اشتري سياره، من صرت ١٨ اول شي سويته طلعت اجازة السوق، وشترالي والدي سياره بوكتها، اخذتها وضليت افتر بيها طول اليوم، ووره أسبوع دعمتها وفلشتها.
عسل: هههههه هيجي جنت فرحان.
احمد: جنت مخبل، ما اعرف شلون عقلت، جنت احب الدراسه وعندي واهس، ادرس هواي. طلعت معدل عالي ورحت للندن درست طب، هم جنت متحمس أصير ١٨ حته ابدي ادرس بلندن.
عسل: مجان صعب تعيش وحدك؟
احمد: ليش؟
عسل: يعني مكان جديد، لازم تعتمد على نفسك وهيجي؟
احمد: انتي اكثر وحده تعرفين إنّو مو صعب واحد يعتمد على نفسه وهو صغير، انت اعتقد معتمدة على نفسج من جنتي صغيره.
عسل: صح!
احمد: على كل حال، حلوه طالعه اليوم.
عسل: شكرًا.
وصلنا الى مطعم فخم جدا، نزل هو امامي وفتح لي الباب، مد لي يده فأمسكت بها ونزلت من السياره.
سرنا متجهين للمطعم، دخلنا فكان الجو هادئ، لا يوجد احد. كأن يوجد في الوسط طاولة، جميله جدا، مليئة بالورود والشموع، ذهبنا وجلسنا.
احمد: عجبج المكان؟
عسل: اي كولش حلو، شكرًا.
احمد: عفوا 😊
عسل: ليش ماكو احد بالمكان؟
احمد: حجزت كل المطعم حتى تأخذين راحتج، اليوم عيد ميلادج.
ابستسمت له وشكرته مره اخرى.
احمد: ماكو داعي تشكريني على شي.
سكتنا قليلا.
احمد: شنو رأيج نطلب الاكل؟
عسل: أوكي،
احمد: لعد خلي اني اطلب، لو تريدين شي معين.
عسل: لا انت اطلب.
طلبنا الاكل و بعد قليل أحضروه، اكلنا ثم إتو واخذو الصحون.
احمد: عجبج الاكل؟
عسل: اي طيب.
احمد: كلش زين، شنو رئيج نتعرف على بعض اكثر لحد ما يجيبون الكيكه؟
عسل: اوكي.
احمد: شنو تريدين تعرفين عني؟
نضرت له وقلت وكأن سوالي جاهز.
عسل: ليش مزوجت لحد الان؟
احمد: من رحت ادرس بلندن بتعدت هواي عّن العراق. ضليت هناك خلصت دراستي واشتغلت، وجنت هواي اسافر، مخليت دوله مرحتلها، حياتي كلها جانت سفر و شغل. من صار عمري ٢٩ والدتي جان عدها قلب ادهورت حالتها، رجعت للعراق، اصرت تخطبلي هيه، وافقت لان مجنت أريدها تتعب اكثر، خطبتلي بنت خالتي. جانت مهندسة.
عسل: لعد ليش مزوجتو؟
احمد: جانت أمي تُلِّح هواي تريدني أزوج بسرعه، بس اني جنت أطول بالسالفه، اكتشفت وره الخطوبه إنّو هيه انسانه تافهه، كل همها تكشخ وتطلع. جانت سطحيه، غبيه، تحب تلفت الانتباه لنفسها بطريقه محلوه، أخلاقها مجانت حلوه، متحترم الناس. بعدين كتشفت إنّو حته الهندسه دخلتها و تخرجت منها بواسطه، بس حته يكون عدها شهاده.
بهالوقت ادهورت صحت أمي اكثر، و توفت. مجنت ناوي اتركها لخطيبتي لان أمي اختارتها، وبت خالتي. وره وفاة أمي بأسبوع اتصلت بيه، تسألني يصير اروح حفله عند صديقاتي. حسّيت قللت مو احترامي هواي، بنفس الوقت كتلها اني ما أريدج بعد و دا اسافر، انتي تكدرين تعتبرين نفسج حره من اليوم، اني ما أريد اكمل وياج. همزين جنه بس مخطوبين كلام، ففصخت الخطوبه بكل سهوله، لان أني أصلا ما حبيتها أبد.
ورجعت للندن، ضليت هناك ٥ سنوات، بعدين انتقلت لدبي. وصالي تقريبا ٥-٦ سنوات بدبي اشتغل وعايش هناك. محسيت اله والعمر عده بسرعه، لكيت نفسي عمري ٤٠ سنه، ما مزوج ولا مكون أسره، خليت رجل اختي وأختي يصممون بيت الي و يبنو وجهزو مثل ما اريد هنا بالعراق، وقررت ارجع، يمكن اتزوج.
عسل: لعد ليش ردت تتبنى طفله؟ +
احمد: حسّيت إنّو اني مدّا الگي انسانه تفهمني، ولا تعجبني، فقررت أصلا ما اتزوج واتبنه طفل، وعجبني أتبنى بنيه، لان احب هواي البنات الزغار. بس المشكله القوانين متسمحلي اتبنه طفل اذا مجنت متزوج.
عسل: حكولك شي، بس لتفهمني غلط. اني ما فاهمه ليش انت خطبتني، يعني انت خطبتني لان اني عايشه بدار أيتام و كلت بما إنّو ميصير تتبنى طفله صغيره، تنزوج يتيمه وتعتبر انك تبنيت شخص. لو تزوجتني حته تكدر تتبنى طفله بشكل قانوني؟. يعني انت متعرفني ومتعرف اني شنو، اخلاقي تربيتي تصرفاتي، يعني شلون قتنعت تتزوج وحده عايشه بدار الايتام متعرف شلون هيه عاشت او شنو اصلها او شلون تربت. الناس أكثرهم هيجي يفكرون، اريد اعرف انت شلون تفكر؟
احمد: حقج تسألين، اني عندي يقين إنّو مو الأهل الي يربون، الانسان يربي نفسه بنفسه، مو مهم انتي وين عايشه، بدار أيتام لو ببيت ويه اهلج، الانسان الزين لو وين ميكون فهو زين، اني خطبتج لان انعجبت بشخصيتج، صحيح إنّو ما حجيت وياج بس مره وحده، بس هيه هاي المره جانت كافيه اعرف أنتي شنو. عجبني تفكيرج، وثقتج بنفسج. شخصيتج بسرعه بينت و كلامج جان اكبر من عمرج. هواي شفت بنات واكبر منج بس ما ارتاحيت الهم، من شفتج بسرعه رتاحيتلج، وحسيتج انتي الإنسانه الي اني أدور عليها.
عسل: و ممهتم الناس شنو راح تكول عليك؟
احمد: على شنو؟
عسل: يعني انت دكتور، وتروح تتزوج ببنيه زغيره من دار الايتام.
احمد: اني عشت طول عمري ميهمني كلام الناس ولا رئي احد. بصراحه اني عندي ٣ خوات، متعلمات ومثقفات ومزوجات وعدهن جهال، وحده اكبر مني وثنين ازغر مني، وهم تفكيرهم سطحي ومن منطقي، بصراحه خواتي اعترضو بس اني ما مهتم الهم، يعني اني عمري ٤٠ سنه اعرف إنصرف وهاي حياتي اعيشها مثل ما اريد. وإنتي، ما راح تسولفيلي على حياتج؟ +
عسل: ماكو، عشت بدار الايتام من جان عمري ٣ سنوات، ما اعرف منو الي جابني، جانت وياي رساله مكتوب إنّو اهلي توفو بحادث سير وخلاص. كبرت هنا واعتمدت على نفسي بكلشي، جنت ادرس هواي حته أحقق حلمي. احس الدراسه اهم شي حته أكدر أكون مستقبل زين.
احمد: ماكو احد بحياتج؟
عسل: اني صريحه وما احب الكذب، جان اكو واحد احبه ويحبني بس تعاوفنا صار فتره، وخلاص علاقتنا انتهت كل شخص اختار حياته.
احمد: ما عندج صديقات.
عسل: عندي وحده اسمها ميس من الدار، هاي تعتبر مثل اختي، لان تربينه سوه. وبس ما عندي غيرها.
في هذه الأثناء أتت نادلة المطعم وبيدها كعكه جميله، كتب عليها عيد ميلاد سعيد و تاريخ اليوم. وضعتها ثم قامو بتشغيل أغنيه عيد الميلاد. أطفأت الشمعه وابتسمت لاحمد، كان ينضر الي بفرح وعيناه تلمع. قال لي ان أتمنى شي ثم اقطع الكعكه، فعلت مثل ما قال، أغمضت عيناي وتمنيت ان حياتي تسير بشكل صحيح، وان أكون اخترت صح.
اخرج علبه حمراء صغيره و فتحها، قالي لي "كل عام وإنتي بخير مره ثانيه" ثم قدم لي العلبه. كان خاتم زواج من الألماس يلمع بشكل رائع، كان جميل جدا. نضرت له فقال،
احمد: حسّيت إنّو هذا احسن شي أقدمه ألج بهاي المناسبه، أتمنى يكون هاليوم يوم خير على بداية حياتنا.
اخرج الخاتم ومسك يدي اليمين ووضع الخاتم.
احمد: شنو رائيج بأجر نروح نسوي عقد الزواج بالمحكمة؟ ونسوي حفله خطوبه؟
عسل: شكرًا هواي، واني موافقه اكيد.
اعادني الى الدار وذهب. كانت ليله جميله جدا، لأكني كنت لست مرتاحه لا اعلم لماذا، شعرت بالذنب، لانه كان مهتم بي جدا وسعيد لانه خطبني، وانا وافقت على تلك الخطوبه فقط لأتمكن من محو ايمن من ذاكرتي، الا تعتبر هذه خيانه.
نمت في تلك الليله بعد ان كنت افكر كثيرا وانظر الى الخاتم، استيقضت في الصباح. واتجهت الى غرفة ميس وأخبرتها بكل ما حصل، فرحت وباركت لي، في تلك الأثناء وصلتني رساله من احمد، قال لي انه بعث لي صندوق مع احد ويجب ان اخرج لأخذه من الخارج. ذهبت ووجدت صندوق كبير جدا، ساعدوني في حمله الى الداخل، فتحته كان يوجد به فستان جميل جدا، و حذاء اجمل. مع حقيبه واكسسوارات وأخيرا عطر جميل جدا.
قال لي ان اتجهز لنذهب الى المحكمه، تجهزت ولبست الفستان، الاكسسوارات والحذاء، بخيت من العطر وخرجت. له، كان يرتدي قاط رسمي ويقف بجانب سيارته، يبدو أنيقا جدا ووسيما ايضا.
ركبنا وذهبنا باتجاه المحكمه، أتممنا العقد والآن انا متزوجه رسميا، قال لي انه يريد ان نذهب الى الشيخ ايضا ونعقد قراننا، وذهبنا الى احد الجوامع وأتممنا عقد القران. بعد ذالك قال لي انه أقام حفله لعائلته في بيته، وسوف نذهب لكي أتعرف عليهم.
ذهبنا الى بيت كبير، كان مختلف جدا، جميل جدا من الخارج، أدخل السياره في گراج السيارات، ونزلنا، مررنا بحديقه كبيره مليئة بالاضويه كانت جميله جدا. ثم دخلنا الى البيت، قام هو بمسك يدي، لم اشعر باي شي تجاهه، رغم انه كان لطيف جدا معي، دخلنا فرأيت البيت جميل جدا، كل قطعه مختاره بذوق رفيع و دقه.
دخلنا،فتقدم الى رجل كبير وهو يمسك بيدي، قبل رأسه وقال له: بابا هاي خطيبتي عسل.
ابتسم لي الرجل وقال: مبروك بنتي وإنشالله السعاده، هذا يوم مهم بحياتي شفت ابني عريس.
اقتربت منه وقبلت راْسه وقلت: شكرًا عمو.
ثم عرفني بإخواته الثلاثه و ازواجهن و اولادهم. اخته الكبيره لديها ٣ اولاد بعمري تقريبا او حتى ان ابنها الكبير اكبر مني بالعمر. و أخواته البقيه لديهم اولاد وصغار.
سلمو علي لاكنهم كأنو منزعجين، كان يوجد بنت بعمري تقريبا، هي أبنت اخت احمد الكبيره، هي فقط من كانت لطيفة جدا.
جلسنا قليلا،ثم ذهبنا للجلوس على مائدة الطعام الكبيره. نضرت الى الجميع كأنو يجلسون بشكل عائله كبيره وجميله، تمنيت ان يكون لدي ام و أب يجلسون هنا.
انتهينا من العشاء و ذهبنا لتقطيع ألكيك. ثم جلسنا بعد ذالك. بدئوا بسؤالي عن عمري و ماذا ادرس وهكذا، كنت اجيب بكل ثقه رغم اني كنت غير مرتاحه. فالكل كأنو متكبرين. انتهى هذا اليوم، وخرجنا انا واحمد، لكي يوصلني.
احمد: عجبج البيت؟
عسل: اي كولش حلو.
احمد: وعائلتي؟
عسل: حلو جوكم، كولش حبابين همه.
ابتسم لي وقال: اعرف بيج ما جنتي مرتاحه كولش، تره عادي همه هيجي، بس همه مراح يتدخلون بحياتنا ومراح تشوفيهم هواي. فلتشيلين هم هذا الشي. المهم نروح شي مكان هسه؟
عسل: لا خلينا نرجع، اني تعبانه، وعندي دوام ودراسه. الجايات هواي.
أعادني للدار، أوقف السياره، ونضر لي. أمسك يدي وقبلها، رايته يقترب مني،
ففتحت الباب وقلت له: شكرًا على كلشي، اليوم جان كلش حلو. مبروك النه و تصبح على خير
احمد: وإنتي من أهله.
نزلت واتجهت الى الداخل، باركو لي الجميع ثم ذهبت الى غرفتي، أتت ميس معي للغرفه.
ميس: كولش حلوه طالعه، بس ليش دا احسج مفرحانه؟ بس لا مو زين وياج احمد؟
عسل: بالعكس معاملته الي زينه كولش، لدرجه اني داحس بالذنب اني وافقت على هالزواج😞
ميس: ليش؟
عسل: أحسه هو يحبني، ومهتم بيه هواي، بس اني مدّا أكدر احبه. ميس احس گلبي يوجعني. ما اعرف شسوي. احس الي سويته غلط، احس دا اخدعه.
ميس: بالعكس الي سويتي صح، انتي لان ممتعوده علي، ويمكن لان عمرهكبير. بس تتعودين.
عسل: ميس من أكون وَيَا أبد ما احس هوه اكبر مني ب ٢٢ سنه، بالعكس أحسه صغير بعمري، كلامه كولش حلو، مثقف وواعي، و تصرفاته رزينه. ما بي اي عيب وأي وحده بمكاني جان حبته بسرعه، بس اني غبيه أني حماره مدّا أكدر اشيل ايمن من راسي، دا اكره نفسي.
بدأت بالبكاء فاحتضنتني ميس وبدات بتهدئتي بكلمات اعلم انها ليست صحيحه. كيف أنسى ايمن؟ كيف امحوه من راسي. يا الهي ساعدني.
بقيت افكر كثيرا حتى تعبت ونمت. استيقضت في الصباح، ذهبت لأتناول الفطور و ذهبت لأرى فرح، لم أعد اهتم بها كالسابق، جلبت لها هدايا اشتريتها منذ مده ولم اعطيها إياه. احتضنتني عندما رأتني.
فرح: شتاقيتلج هواي عسل.
عسل: حياتي اني اكثر، اسفه حبيبتي جنت مشغولة هالفترة، مجان عندي وقت هواي، بس أوعدج مراح يتكرر هالشي. راح نتشاوف كل يوم. شوفي جبتلج هدايا.
فرحت و قُبلتني وشكرتني. جلست قليلا ثم كان وقت ذهابها الى المدرسه وذهابي ايضا.
مر الوقت بسرعه، لم يبقى سوا شهر على انتهاء المدرسه. لم اسمع خبر عن ايمن الى الان. فأكيد أنه في السجن.
كنت التقي بأحمد كثيرا، نخرج كثيرا، رغم طيبته وحبه لي الى انني ما ازال لا اشعر انه حبيبي، أتضايق من هذا الشي لأكن ليس بيدي حيله. اشعر اني أتعود عليه فقط، لأكن لا أشعر اني أستطيع ان اتكلم معه عن أسراري ومادا اشعر، الى الان لم اقل له حبيبي او احبك، وهو ايضا، احس انه يعلم ان مشاعري تجاهه ليست حب، رغم اني اشعر انه يحبني، يخاف علي، يشعرني بحنانه واهتمامه، لاكن قلوبنا تتحكم بِنَا ولسنا من نتحكم بها، أحبب ايمن، كان اختيار خاطئ ويجب ان أتحمل عواقب اختياري وحبي الأعمى.
بدأت الامتحانات، كنت ادرس كثيرا لكي احصل على معدل يؤهلني للدخول لكلية الحقوق.
بعد الانتهاء من امتحاناتي، اتصل بي احمد لتحديد موعد الزفاف، فالآن انتهت الثانوية كما طلبت. قمنا بتحديد العرس بعد أسبوع. وبدأنا بالتحضير، ذهبنا انا واحمد واشتريت فستان الرفاف الأبيض، كان جميل جدا وغالي. انهيت حجز صالون التجميل. و ذهبنا لاختيار القاعه.
اتى احمد و أخذني ليريني القاعه. ذهبنا الى قاعه كبيره جدا، دخلنا فاعطانا منسق الحفلات كتاب لنختار الديكور، احسست انه ليس من حقي ان اختار، فأنا لست فرحانه بالقدر الكافي اني سوف اتزوج من إنسان رغم جميع ايجابياته الا اني لا احبه كما هو يحبني.
اخترنا معا ديكور جميل جدا كان باللون الأبيض والذهبي، واخترنا كعكه كبيره بنفس اللون و الزهور اخترناها باللون الزهري الفاتح.
عندما خرجنا وركبنا السياره نضر لي احمد.
احمد: عسل، ليش احسج مفرحانه؟
عسل: ليش تكول هيجي، بس شويه تعبانه تعرف هستوني مخلصه امتحانات.
احمد: مدّا أحجي على اليوم، انتي من بداية هاي الخطوبه و انتي ما حسيتج بيوم فرحتي. اكو شي لازم اعرفه؟ حته من البدايه، احد جابرج على شي؟ لو اني مقصر وياج بشي؟
قلت بسوط منخفض: ياريت😞
احمد: شنو ياريت؟
عسل: اقصد اكيد محد جابرني، ولا انت مقصر باي شي. بشنو تقصر انت أصلا كلشي دتسوي بحياتي ما تخيلت لو مجرد تخيل احد يسويليا، بس أني دائما اتمنه يكون عندي أهل، ام تكون ويايه بهيجي إيام، تفرحلي و توصيني شون احافض على بيتي، تطلع وياي وتختارلي البدله. وأب يوصيك عليه وبيوم العرس يسلمني الك. +
احمد: عسل انشالله اني راح اعوضج عن كل هذا، اني ما اريد منج شي غير تعتبريني اهلج، تتقربين مني اكثر وتعتبريني ابوج وَامْج واخوج، مثل ما اني اريدج تكونين كلشي بحياتي.
عسل: شكرًا على كلشي احمد، ما اعرف أصلا شلون أشكرك.
مسك يدي وقبلها، أدرت وجهي للجها الثانيه لكي لا انضر له، فاحس هو انني غير مرتاحه فترك يدي. كم اكره نفسي عندما ارى معاملته هذه لي، و قساوة مشاعري تجاهه. لم أكن حزينه لتلك الأسباب التي قلتها له، بل انا حزينه لأَنِّي لا أستطيع ان اعطيه ربع الحب والاهتمام الذي أتلقاه منه.
انا لا أستطيع ان أنسى اني كنت على علاقه بأيمن في يوم ما، رغم جميع مساوئه. لم أعد أكن له نفس الحب في السابق لأكنه ما زال في بالي، ما زال في تفكيري وخيالي دائما، رغم انه مر زمن طويل على دخوله السجن.
أوصلني احمد الى الدار وقال لي ان اتصل به اذا احتجت شي.
دخلت وذهبت الى فرح، جلست معها وانتهى اليوم.
اتصل بي احمد في اليوم التالي وقال لي ان اجهز نفسي لأننا سوف نذهب لاختيار كروت الدعوة لحفل الزفاف.
ذهبنا وبدأنا بالاختيار.
احمد: هسه هذوله تمام؟ يعني خلاص قررتي؟
عسل: انت شتكول؟
احمد: اني مثلج عجبوني هذوله. خلاص لعد خلي تختارهم. ومثل متفقنه يكون مكتوب عليهم. اني بالنسبه الي ماكو عندي هواي ناس راح أخذ ١٠٠ بطاقه وإنتي هم حاخذلج١٠٠ زين؟
عسل: اني عشرين بطاقه كافيه، ماعندي هواي اعزمهم.
احمد: متعزمين احد من صديقاتج الي بالمدرسه؟
عسل: ما جان عندي علاقات قويه بأحد، راح اعزم بس الي بالدار المديره و ٣ من المسئولات وكم وحده من البنات الي عندي علاقه صداقه بيهم بالدار.
احمد: اوكي بس راح احجز ٢٠٠ يجوز تحتاجين كم بطاقه زايده بعدين او اني احتاج.
عسل: تمام، مثل متشوف.
احمد: شنو رئيج نروح نشتري الحذاء ولطقم الي راح تلبسي؟
عسل: اوكي.
ذهبنا الى احد المولات، دخلنا الى محل فخم بضاعته ماركات اصليه. رأيت ان احمد فرحان فلم اريد ان اخجله، او اكسر فرحه بدأ هو ينضر ويريني الاحذيه البيضاء، اعجبت بحذاء كان موديل جديد، فيه بعض الأحجار التي تلمع كان يلفت الانتباه كأنه صنع خصيصا للعروس.
عسل: احمد!
احمد: نعم حبيبتي. 2
قالها وسكت، فسكت انا ايضا ونضرت له، هذه اول مره يقولها لي، خرجت من دون ان يشعر. فأنا لم أعطه مجال ليقول لي احبك او حبيبتي، كنت دائما اتكلم معه بسطحية.
تغاضيت عن الكلمه وكأني لم اسمعه.
عسل: شنو رأيك بهذا؟
احمد: كولش حلو، عاجبج؟
عسل: اي، أحسه مال عروس، شنو تكول انت.
احمد: صح شكله كولش حلو، راح يصير احلى اذا انتي لبستي.
اخذه مني وذهب ليتكلم مع صاحب المحل، وبقيت انا انضر لباقي الاحذيه. ادار احمد راْسه وسألني مره اخرى.
احمد: عجبج حذاء ثاني؟ 1
عسل: لا خلاص هوه هذا.
احمد: اي هذا حناخذه بس اذا اكو واحد ثاني عاجبج جيبي حته ندفع سوه.
عسل: لا مُلفت نضري واحد ثاني.
احمد: تمام.
دفع هو، وحمل الكيس وخرجنا. فاتجه لمحل مجوهرات. دخلنا فتكلم مع التاجر.
احمد: نريد طقم يكون نازك ومرتب ذهب ابيض، و اريد حلقه ذهب ابيض، او لحضه انتو هنا ما عدكم الماس؟
التاجر: لا والله بس فضه وذهب اصفر وابيض.
احمد: تمام لعد اريد حلقه ذهب ابيض الها، و حلقه رجاليه فضه اليه.
التاجر: هنا شوفو هاي اجدد الحلقات نازل عدنه. على ما اطلعلكم الأطقم.
اعجبتني حلقه اختارها هو، لأنني ما ازال اردتي خاتم الألماس الذي اشتراه هو لي في الخطوبه. واختار هو ايضا حلقه جديده له من الفضه. اختار الذهب الأبيض لكي أستطيع ان أرتديه مع فستان الزفاف
ثم اخترنا طقم ذهب ابيض كأن جميل جدا.
احمد: تكدرون تكتبون الأسماء على الحلقات؟
التاجر، اي اكيد اسماء وتاريخ هم، بس احتاج شي يومين، تكدرون لو لا؟
احمد: اي عادي بعد احنه عرسنا بعد ٤ ايام.
التاجر: لعد زين، اكتبلي اساميكم هنا والتاريخ. وماكو داعي تدفع هسه من تستلمهم ادفع.
احمد: اوكي، شكرًا جزيلا اخي.
اخذنا الطقم و خرجنا.
عدنا الى الدار.
عسل: احمد كولش شكرًا، تؤنست اليوم هواي، وشكرا على الاشياء الي شتريتها.
احمد:احنه ما بينه شكر، انتي مرتي و لازم تكونين احلى واسعد وحده بيوم عرسنا،أني متاكد إنّو انتي حتكونين مثل الأميره بهذاك اليوم.
عسل: 😊.. تصبح على خير.
احمد: وإنتي من أهله.
ذهبت الى غرفتي كنت تعبه، نمت بسرعه.
مرت الأيام و اتا يوم عرسنا. ذهبت الى صالون التجميل، لم أكن سعيده كأي عروس تزف للإنسان الذي حلمت به، ومن حولها أمها و اخواتها و بنات عمامها وخالاتها. كنت انا فقط و صديقت حياتي ميس.
اكملت شعري ومكياجي، ولبست فستاني، نضرت بالمرأة فوجدت عسل ثانيه، عسل تغيرت وأصبح اكبر وانضج، عسل مختلفه من الداخل وتبدو كالإميرات من الخارج. دعوت ربي ان يجعل حياتي بلون فستاني الأبيض، و ان يعطيني ولو قليلا من الحب لأحب به احمد بعد كل هذا الذي فعله لي. +
خرجنا ركبنا سيارة بعثها احمد لي، وتوجهنا للقاعه. قبل ان نصل بقليل، اتتني رساله، توقعت انها من احمد فتحتها بسرعه قبل ان ارى الاسم بوضوح. قراتها "حبيبتي شتاقيتلج هواي"
لماذا يبعث لي احمد هكذا رساله، انا تكلمت معه منذ اقل من ٥ دقائق، نضرت الى الرسالة جيدا، ثم اتى نضري على ذالك الاسم. الذي لم أراه منذ عدة شهور. نعم كان ايمن. احسست ان قلبي انقبض، وبدات أتنفس بصعوبه، دمي تجمد واصبحت بارده جدا.
ميس: عسوله يلا وصلنا راح ادورلج من الجهه الثانيه.
لم أجيبها، حركتني من يدي،
ميس: هيي عسل شبيج؟
لم اتكلم معها.
ميس: عسل أحجي ويايه، جيبووو ماي بسرعه.
ركض السائق وأعطاها ماء، أشربتني قليلا.
ميس: عسل أحجي سوي شي، فهميني شبيج، ولج الكل جوه ومنتضرينه.
رِن هاتفي فحملته ويدي ترتجف و نضرت كان احمد. أعطيت الهاتف لميس و قلت لها ان تجيب، أجابت هي وقالت إننا وصلنا وقادمون فورا.
عسل: ميس شوفي اخر رساله بتلفوني.
فتحت هي الرسائل ونضرت لي، فتحت رسالة ايمن وقالت: عزه هذا شلون دزلج رساله؟ باي عين.
في ذالك الحين وصلت رساله ثانيه فتحتها ميس و قراتها "حبيبتي اني أسف على كل الي صار، هسه اني طلعت اخيرا و اوعدج كلشي حيتغير، والي جان السبب بحبسي راح يتحاسب".
أردت البكاء في تلك اللحضه.
لاكن اوقفتني ميس: عسل ولا دمعه اريد اشوف علمود هذا الانسان، شوفي طالع من السجن ويمول كلشي حيتغير وهم ناوي ينتقم ويوكع نفسه بمصيبه. شوفي حسويله بلوك لرقمه من كل مكان حته بعد ميكدر يدك عليج ولا يدز رسائل، وبعدين يلا بسرعه احمد دينتضر.
لم أكن بحاله تسمح لي ان احضر حفل زفافي، لأكني كنت مظطره لذالك.
نزلت فرأيت احمد باناقته المعتاده، اختار البدله باعتناء و دقه في كل التفاصيل، حته في أزرة القميص. نضر لي وعيناه تلمعان.
احمد: عسل طالعه مثل الأميرات.
ابتسمت له ابتسامه مزيفه : شكرًا، وانت هم طالع حلو.
فتحو باب القاعه و دخلنا انا وهو، كان صوت الأغاني عالي، و القاعه بالضبط مثل ما أردنا كانت جميله جدا و الوانها رائعه، دخلت بكل ثقه رغم خوفي وقلبي الذي كان يتالم. ابتسم ابتسامه مزيفه و امسكت بيد الدكتور احمد الذي هو زوجي الان. نضرت لم ارى سوى بعض أشخاص اعرفهم من دار الايتام وبقية الحضور غير معروفين، كأنو عوائل كثيره. ذهبنا وجلسنا في أماكننا، كان أمامنا ورود كثيره جميله جدا. جلسنا فأمسك احمد بيدي وقبلها. تلك اليد التي أرتدي بها خاتم يوجد به اسْمُهُ وتاريخ هذا اليوم. وبقي يمسك بها.
إتو الناس وبداو بالسلام، سمعت كلمة مبروك كثيرا منهم، كنت ارى نضرات اخوات احمد، كلها حقد وكره واشمئزاز مني. رأيت كثيرا من الفتيات اتو لكي يباركو لنا، كن يتدلعن بشكل مبالغ به بالتصرفات والكلام أمام احمد، بان انهم كأنو يتمنون ان يجلسو مكان العروس، التي اختارها الدكتور احمد من دار الايتام، العروس التي تبدو سعيده من الخارج وهي تحترق من الداخل، تلك العروس التي تحس بتأنيب الضمير تجاه احمد الحنون والطيب القلب.
احتفلنا، ورقصنا انا وهو، قطعنا الكعكه الكبيره. و انتهى الزفاف.
ذهبنا الى بيت احمد، او بيتنا من الان وصاعدا، كنت خائفة جدا و لا اشعر نفسي جيده. دخلنا الى ذالك المنزل. كان احمد يمسك بيدي. اقترب مني وقبل راسي.
احمد: مبروك علينا حبيبتي. الحمدالله العرس جان مثل ما خططناله. الغرفه مآلتنه فوك، اكيد صعب تصعدين بالبدله.
ترك يدي وحملني وصعد الى الأعلى. كنت ارتجف و قلبي يؤلمني. لا أستطيع نسيان تلك الرسائل. هل سيقتنع ايمن باني تزوجت ويتركني، هل حضر رقمه من هاتفي كافي ليعلم اني لم أعد تلك عسل القديمة. +
احمد: عسل بيج شي؟ ليش دترجفين، وأيدج كولش بارده.
عسل: ما بيه شي، تعبانه اريد انام.
نضر لي بخيبة أمل، فأنا لا ابادله نفس شعور الفرح ذاك الذي كان يشعر به.
احمد: اخاف مريضه؟ لان شكلج مو طبيعي.
عسل: لا ما بيه شي بس تعبت من اليوم.
نضر لي وعرف أني لا أريده ان يقترب مني.
احمد: الحمام هنا، غيري ملابسك واخذيلج حمام بمي حار حته تسترخين، و اكو بندول هنا ابلعي قبل لتنامين. اني حنام بالغرفه الثانيه. انتي آخذي راحتج.
قبل راسي وخرج.
وقفت أمام المرأة انضر لنفسي بقرف.
خلعت الفستان والطرحه، مسحت المكياج و ذهبت فتحت الدوش الحار جدا ووقفت تحت الماء. بدأت دموعي بالسقوط كانت احر من ذالك الماء. خرجت نشفت شعري بالمنشفه ودخلت تحت اللحاف، رغم حرارة الجو الا اني اشعر نفسي ارتجف. بقيت في سريري ابكي ولا اعلم لماذا. رغم اني تاكدت اني لم أعد احب ايمن مثل السابق، ولم اشتاق له لأكني لا أستطيع محيه من تفكيري، خفت من خروجه من السجن. لو انه لم يضهر اليوم كانت الأوضاع سارت بشكل مختلف.
نمت من كثرة البكاء و التعب.
استيقضت في الصباح، رأيت ان عيناي حمراوتان، ذهبت وصفقت شعري غيرت ملابسي، ووضعت بعض مساحيق التجميل لأخفي اثار البكاء والإرهاق.
رأيت احمد يجلس في الصاله.
احمد: صباح الخير، شلونج اليوم؟
عسل: صباح النور، احسن.
احمد: تعالي خلي نتريك.
ذهبنا وجلسنا على المائدة، كان الفطور جاهز.
سكتنا قليلا.
عسل: احمد، اني اسفه على البارحه. بس جنت كولش تعبانه. +
احمد: عادي ما صار شي، اهم شي راحتج، أني ممستعجل على شي، تأكدي إنّو مراح اسوي شي انتي متريدي. حجزت بأجر لتركيا، اعرف بيج حابه تزوريها، حجزت أسبوع وإذا عجبتج تمدد الحجز.
عسل: احمد، اني ما اعرف شلون أشكرك على كل الي تسوي علمودي.
احمد: كتلج من قبل ماكو داعي تشكريني، الازواج ما بينهم شكر. اذا صدك تريدين تشكريني خلي اشوفج مبتسمه.
احزنتني طيبته كثيرا. لماذا يفعل هذا، انا لا أعطيه اي مقابل للاشياء التي يفعلها من اجلي، من اجل ان يراني سعيده.
ذهبت الي دار الايتام في اليوم التالي، ودعت ميس وفرح وسافرت الى تركيا. بقينا شهر كامل هناك، رجعت وانا انسانه ثانيه، زرت العديد من الأماكن، و اكلت الكفته التركيا كما كنت احلم. اشتريت اشياء جميله. ركبت اليخت وتمشيت في شوارع اسطنبول الجميله في الليل. كان احمد يفعل كل شي ليسعدني. حتى ان مشاعري تجاهه بدأت تتغير، بدأت اجلس معه و نتكلم اكثر. لاكن ما نزال متزوجون على الورق، لانه يشعر انني لا أريده ان يقترب مني.
عدنا الى العراق، كنت سعيده جدا، أخذني احمد للدار لكي ارى ميس و فرح، اشتريت لهم هدايه كثيره.
رايتهم وجلست مع فرح ثم ذهبت لغرفة ميس لأجلس معها قليلا.
ميس: عسول اشتاقيتلج كومه، مِحلوه يول.
عسل: اي مو، جو تركيا.
جلسنا وتكلمنا كثيرا، ثم أتى احمد وأخذني.
مرت بعض الأيام لم يحدث شي، احمد عاد للعمل وانا اجلس في البيت انتضر بدا الدوام، بقي شهر تقريبا. كل منا انا واحمد ينام في غرف مختلفه الى الان.
استيقضت في الصباح مبكرا، لم يكن كالعاده فاليوم لا اعلم لماذا لأكني استيقضت مبكرا جدا. نزلت الى الأسفل أردت ان اشرب الماء.
تصادفت مع احمد، كان يرتدي شورت فقط، ويقف في المطبخ ايضا، نضرت له كانت عضلاته تبان اكثر، فهو رياضي جدا. لديه جم في البيت. بقيت انضر له كان يبدو جميلا جدا.
ابتسم لي فابتسمت له،
عسل: اسفه ما ادري بيك هنا، نزلت أشرب ماي.
اخرج قدح و أعطاني الماء.
احمد: على شنو اسفه، عادي يعني اني رجلج.
خجلت من كلامه لانه ذكرني انه زوجي وليس رجل غريب كما ابين له انا.
خرج وقال: تريدين تروحين للدار اليوم؟ اوصلج بطريقه حته.
عسل: اوكي.
احمد: بدلي لعد، نتريك ونطلع.
ذهبت وغيرت ملابسي، فطرنا وخرجنا.
التقيت بميس.
ميس: عسل همزين اجيتي، جنت دا اخابرج اليوم.
عسل: شكو، شنو صاير؟
ميس: ايمن.
عسل: شبي زفت.
ميس: عرف إنّو انتي مزوجه، البارحه شفته، جان يدور عليج من يوم ما طلع، و عرف إنّو انتي تزوجتي، البارحه شافني و تخبل بالشارع كأم يصيح ويكولي هي ميصير تتزوج وهي الي بس وأخر شي كالي اني اعلمها وراح وره ما هددته إنّو اخابرالشرطه علي اذا ما راح وعافني.
عسل: انتي صدك دتحجين ميس؟ زين هو يندل بيتي؟
ميس: ما اعتقد، لان سألني عنه، لو يعرف مجان سال. واني كتله إنّو ما أندل بيتج و انتي مرات تجين تزورينه بس احنه منزورج.
عسل: ميس شنو لازم اسوي؟ اخاف يسوي شي مصيبه، اني ما عولت شويه أنسى وحياتي تتعدل، كرهني باليوم الي شفته بي.
ميس: لا انشالله ميسوي شي. انتي شنو اخبارج ويه احمد.
عسل: نفس الشي، هوه ديسوي كلشي حته يخليني سعيده. واني هالأيام دا احس نفسي غير، دا احس إنّو اني دا أحب البيت و أتعود على حياتي الجديده. احب من نكعد اني وَيَا سوه على طاولة الطعام، لو من نشوف فلم سوه ، من نطلع. ما اعرف يمكن تعود عليه وعلى طيبة قلبه.
ميس: ليش متكولين إنّو انتي د تحبي؟.. هذا مو بس تعود اذا انتي دتحسين هيجي هذا معنا انتو انتي دتحبي.
ابتسمت وقلت: يمكن.
لأكني عبست عندما تذكرت ما قاله ايمن.
ذهبت الجلوس مع فرح التي قالت لي انها اشتاقت الي كثيرا وان لا احد يهتم بها كما كنت افعل انا. جلست ولعبت معها. ووعدتها اني سااتي اكثر لزيارتها.
بعد ذالك قررت ان اعود للمنزل بمفردي، اتصلت ب احمد لأخبره لاكن جهازه كان مغلقا، خرجت بمفردي، كان يجب ان امشي لنهاية الشارع لكي أوقف سيارة اجره. مشيت وأخرجت هاتفي لكي اتصل بأحمد مره اخرى، سمعت صوت من خلفي.
نعم انه ايمن.
ايمن: متوقعت إنّو عشرتنه طول هالوقت تهون عليج.
أدرت وجهي و رايته، لاكن هذه المره نضرتي له كانت مختلفه، لم يدق قلبي ولم اشعر سوى انني اقرف من ذالك الانسان المتهور، الذي لا يعرف كيف يتصرف، ذالك الذي لا يفكر سوى بنفسه، لم ارى عيوبه أبدا من قبل لاكن الان لا ارى سوا عيوبه، لا ارى سوا إنسان خطا.
عسل: ولا اني جنت أتوقع إنّو اني ولا شي بحياتك ومو مهم شنو اني احس وشنو اني اريد اهم شي نفسك وبس.
ايمن: انتي جنتي كل حياتي، بس انتي الي خربتي كلشي.
عسل: اي صح اني الي لزموني الشرطه بتهمت السرقه. اني الي خنت الوعود.
ايمن: انتي كلتيلي إنّو احنه لبعض وراح نكون سوه طول العمر. أبد متوقعتج تخونين، جنت بالسجن أعد الأيام حته اطلع، جنت افكر شون أكون أنسان ثاني علمودج، حته ابينلج إنّو اني اتغير بس علمودج، طلعت لكيتج ببيت ثاني ويه رجال ثاني وحياة ثانيه.
عسل: هو منو الخان، مو انت الي وعدتني أبد ما راح اتمد ايدك على شغله مو الك، منو الجان يبني هاي العلاقه و منو جان يجمع فلس فلس من راتب دار الايتام حته نبني مستقبلنا، الراتب الي بالنهايه نصه يكون الك. هاي كله واني الي خاينه. اني كتلك إنّو اذا انت بكت مره ثانيه مراح تشوف وجهي، واني ما اخلف وعدي مثلك. اني وعدتك ونفذت. هسه أني مره مزوجه وأحب زوجي، وياريت ما اشوفك مره ثانيه. +
ايمن: لهالدجه الفلوس عمتج، زوجتي رجال بكبر ابوج علمود الفلوس. حسافه على هذيج الأيام
عسل: ايمن احترم نفسك، وهو دا اروح، كلامنا انتها.
مسك يدي و جرني عندما حاولت الذهاب.
صرخت به: عوف أيدي، باي حق انت تتطاول عليه.
عسل: تره مو يعين تزوجتي رجال غني معناها هاهيه صرتي غنيه وبعد منحجي وياج. غصب عنج توكفين وتحجين ويايه مثل الناس.
عسل بصراخ: عوف أيدي و وخر من طريقي، خلاص ماكو شي بعد بيناتنا اني متزوجه وأحب زوجي وانت ولا شي بحياتي، عوفني بحالي.
شعرت ان احد أتى من خلفي أدرت وجهي ونضرت له كان احمد، لأكنه لم ينضر سوى لايمن، مسكه من ياقة قميصه ولكمه بوجهه.
لم اشعر سوى ان ايمن اخرج مسدس من جيبه وأطلق النار بسرعه، أتت الرصاصة سريعة جدا، دخلت بصدر احمد. سقط أرضا بسرعه. نضرت له ولم أعد اتذكر شي. 3
استيقضت وانا ااخذ نفس عميق، الحمدالله كان حلما، وليست حقيقه.
سمعت صوت احد يقول، الحمدالله على السلامه، نضرت وجدت نفسي في غرف احد المستشفيات. بدأت دموعي بالسقوط فهذا لم يكن حلما. قمت رغم اني اشعر بالدوار. نضرت الى الممرضه.
عسل: احمد وين؟ شنو صار بي.
الممرضه. اهدي اختي، الدكتور احمد بالعمليات، وضعه جان حرج حته أكون صريحه وياج، حسب ما كالو اخر شي. بس انشالله يكّوم بالسلامه.
بدأت ابكي بحرقه: زين وين مكانه وديني اله.
الممرضه: تعالي خلي اخذج لقسم العمليات.
خرجنا وذهبت الى هناك فوجدت ان خواته وازواجهن وأولادهم تجمعو بصالة الانتضار، ينتضرون خبرمثلي تماما.
تقدمت لهم فراتني اخته الاصغر. هجمت علي.
اخت علي: باي عين تجين هنا، اخويه بين الحياة والموت من وراج، بالله انتي تستاهلين. عمرج ١٨ سنه وحيه، ششاف منج وتزوجج بعده ببداية عمره مثل الورد، انخدع بيج واخذج منعرف لا اصلج ولا فصلج متربيه بدار أيتام. اخ... 3
اسكتتها اختها الكبيره،
جلست بعزله وانا ابكي، ابكي من اجل كل شي، كم كان هو طيب معي، وانا كنت كالمصيبه له. شعرت لأول مره ان قلبي يؤلمني على احمد. انا فعلا أحببته. لا يوجد شي فيه لا يحب، طيبة قلبه، حنانه ،عطفه وكرمه. هو إنسان لديه روح جميله جدا. قليل الذين مثله. "ربي كومه بالسلامه وساعده، انت الوحيد الي تحس بيه، ربي ساعده علمود كل شي سواه علمود يتيمه، علمود طيبة قلبه، ربي احفضه ليه"
احسست كم كنت غبيه، الله آعطاني فرصه وانالم اعرف استغلالها. والآن أقف هنا انتضر خبر ربما لا يأتي كما اريد.
خرج الطبيب من العمليات، قمت بسرعه واتجهت له، لاكن أخواته سبقوني.
الدكتور: الحمدالله على سلامته، جانت كولش خطره العمليه لان الرصاصة جايه قريبه كلش على قلبه. بس هو كلش قوي وما ستسلم، والشي الزين هم إنّو عضلاته حمته.
حمدت ربي كثيرا، وانتضرته يخرج.
مر آليوم وانا اجلس في المشفى، انتضرت ان يسمح لنا بالدخول له، وأخيرا أخبرونا انه صحى ويمكننا رؤيته الان.
دخلو الجميع وبقيت في الخارج انا انتضرهم يخرجون، مر ساعتان وبدا بالخروج جميعهم، خرجت اخته الكبيره في الاخر. نضرت لي وقالت بجفاء"احمد يريدج جوه".
نهضت بسرعه وذهبت له، دخلت وبدات امشي ببطئ، سمع صوت خطواتي هو.
احمد: عسل؟ 1
دخلت ونضرت له، كان يبدو متعبا و لاكنه ابتسم عندما راني، كم فرحت لتلك الابتسامه، علمت انه ليس غاضب مني.
عسل: الحمد الله على السلامه احمد.
احمد: الله يسلمج، تعالي اتقربي.
عسل: احمد اني اسفه، والله مجنت اقصده اوكف وأحجي ويا.. هو الي ل... +
قاطعني احمد: عسل عسل، ما اريد اسمع اي شي، ادري هو الي قاطع طريقج، واني واثق بيج، أني نسيت كلشي واعتبرت البارحه مو موجود بحياتي غير بس دقيقه منه.
عسل: شنو هيه.
احمد: من كلتي انتو انتي متزوجه وتحبين زوجج. هاذا كل الي اني تمنيته منج، إنّو تحبيني مثل ما اني احبج. اني من شفتج اول مره حبيتج، وضليت احبج كل يوم اكثر وره ما انخطبنه، بس بعدين اكتشفت إنّو انتي جنتي تُحبين هذاك، حاولت اسوي كلشي بس حته تحبيني، وتحسين إنّو اني شكد احبج، صحيح اني اكير منج بهواي، بس احس اني بكبرج، عفويتج وطيبة قلبج هاي تخليني احس نفسي زغير بعدني ببداية عمري.
عسل: اني اسفه على كلشي، احمد اني صدك كمت أحبك، ما اعرف شنو اسوي حته تسامحني على كلشي سويته قبل. والله العمر مو مهم، انت اكبر مني ب ٢٢ سنه بس قلبك هذا مال إنسان هستوه يحب، اني حبيتك من حبك الي، لو أضل طول عمري احبك هم ميكفي جزاء للي سويته علمودي.
احمد: احبج.
عسل: واني اموت عليك.
مرت الأيام وخرج هو من المشفى، طلب من الجميع ان يتركوه مرتاح. وانه سوف يقوم بعمل عشاء عائلي عندما يتحسن.
وصلنا للمنزل، دخلنا وصعدنا الى الأعلى.. كان هو متوجه للغرفه التي كان ينام بها بمفرده، أراد ان يدخل لأكني كنت ممسكه بيده، سحبته وقلت، هاي مو غرفتك، اشرت على غرفتنا التي جهزها لزواجنا، هناك غرفتنا احنه. ذهبنا و دخلنا الى غرفتنا لنبدأ حياة جديده هنا، وكاننا للتو نبدأ واجنا. ذهبت وحضرت له حساء الفطر الذي يحبه. تدربت عليه كثيرا عندما كان في المشفى لكي اتقنه.
أحضرته الى الأعلى. جلست وبدات اطعمه بيدي. تذوقه ونضر لي،
احمد: هاي مو الطباخ الي مسوي الشوربه.
عسل: ليش مطيبه؟
احمد:بالعكس كولش طيبه، بس هوه نفسه غير بالأكل، أول مره اكل هيجي شوربه طيبه. منو مسويها؟
عسل: ممم اني.
احمد: صدك حبيبتي.
عسل: ضليت أتدرب عليها لحد ما اتعلمتها، ادري بيك تحبها.
احمد: الله يخليج الي، وعاشت ايدج.
عسل: بالعافيه.
مرت ايام، بدانا منذ قدومه من المشفى ننام بنفس الغرفه كأي زوجين، يحبان بعضهم البعض.
قرر احمد اقامه عشاء عائلي جمع فيه اخواته و الجميع.
كنّا نجلس على مائدة الطعام، فطلب من الجميع الاستماع. لانه يريد ان يقول قرار اتخذه حديثا.
احمد: عسل راح تبدي دوام يعد كم يوم، واني وياها قررنا إنّو تأجل فكرة الأطفال حاليا. وراح نتبنى بنيه، بقرار مني مو من عسل قبل لا تكولين اي شي، أني جاي أخبركم وأريد تحترمون رغبتي وقراري، وتعتبرون البنيه الي راح أتبناها مثل بنتي.
نضرت له بتعجب، فأنا حالي حال الجميع، لم أكن اعلم بقراره هذا، بقو يثرثرون لاكنهم لا يستطيعون الاعتراض على شي. بعد خروجهم توجهت له.
عسل: بس اني ما اريد تأجل موضوع الأطفال.
احمد: منو كال راح نأجله؟
عسل: مو انت گلت من جانو.
احمد: جذبه بيضه اعتبريها، اني اريد إنّو اجيب طفل يخبل مثل أمه.
عسل: صدك احمد، بس شنو سالفة التبني؟
احمد: اعرف بيج شكد تحبين فرح، واعرف شكد متعلقة بيها، واني هم حبيتها من حبج الها، بنيه بعدها عمرها ٧ سنوات، تكدر تجي وتعيش هنا، و هذا الشي راح ناخذ اجره من ربنا. +
فرحت كثيرا لقراره، احتضنته بقوه.
بعد مرور ٥ سنوات.
تخرجت من كلية القانون والآن انا محاميه كما تمنيت. احمد افتتح مشفى ناجح و أوضاعه مستقره هنا. أنجبنا طفلين ولد وبنت، وأصبح لدينا فرح، ياسمين و فادي.
فرح اصبحت تقول لي أمي، و تقول لاحمد ابي، احمد يحيها كثيرا و هي تحبه اكثر، لا يفرق بينها وبين اطفالنا الحقيقيون.
ربي أعطاني فرصه جديده، فرصه ثانيه. احببت في البدايه شخص كان اكبر غلطات حياتي، وتزوجت بشخص اصبحت لا أستطيع العيش بدونه. هو فرصتي الجديده، هو املي في هذه الحياة.
الحياة فرص، عندما تشعر انك فشلت في شي ما، او اخترت خطا فلا تيأس، الله يبعث دائما فرص جديده. لا يهم ان أُحبّبت شخص خطا، فالحب اعمى، والحياة تجارب. علينا ان نجرب الفشل والاشياء الخاطئه لنتعلم من ذالك.
حاول دائما ان تستغل كل فرصه جديده تصادفك، لا تترك شي تشعر انه صحيح، جرب فلا تخسر شي. أسعى من اجل الحب والنجاح، حاول ان تحقق أحلامك. 4
النهايه
تعليقات
إرسال تعليق
لا ترحل بلا تعليق ...أترك لنا بصمتك