نهر يوم القيامة الجليدي العملاق يهدد بكارثة ستدمر البشرية.. وعلماء يعتبرون أنها "نهاية العالم"
أطلق مجموعة علماء تحذيراتهم من كارثة كبيرة تهدد البشرية، وقد تكون حسب وصفهم نهاية العالم، وذلك بسبب ذوبان نهر يوم القيامة الجليدي العملاق، الذي يعتبر من أكبر الأنهار الجليدية على الإطلاق، وذلك حسبما نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، قبل يومين.
– خطر ذوبان نهر يوم القيامة الجليدي
وفقاً للصحفية البريطانية، فإن نهر ثويتس، المعروف باسم نهر يوم القيامة، هو أحد أكبر الأنهار الجليدية بالعالم، ويقع غرب المنطقة القطبية الجنوبية في شبه جزيرة “أنتاركتيكا”، وهو عبارة عن حوض جليدي شاسع المساحة.
وقالت الصحيفة: “إن سنوات من الأبحاث التي أجراها باحثون بريطانيون وأمريكيون أظهرت أن شقوقاً وتصدعات كبيرة انفتحت في الطبقات العليا والسفلى من نهر ثويتس الجليدي”.
وأكدت الصحيفة أن العلماء يخشون من انهيار النهر الجليدي، وربما ذوبانه في غضون خمس سنوات فقط أو أقل من ذلك.
حيث يقول العلماء “إن المساحة الجليدية الشاسعة لنهر ثويتس تجعل جرف لارسن يبدو وكأنه كتلة ثلجية مدلاة، فالنهر أكبر بنحو 100 مرة، على مساحة توازي مساحة بريطانيا تقريباً، ويحتوي على كمية من المياه تكفي بمفردها لرفع مستوى البحر في جميع أنحاء العالم بأكثر من نصف متر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن النهر يُسهم بالفعل في ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة تصل إلى نحو 4% سنوياً، منوهةً إلى أن النهر هو أهم نهر جليدي في العالم، حتى إنه يُوصف بأنه من الأنهار التي يهدد انهيارها بـ”نهاية العالم”.
كما أوضحت الصحيفة بأن بيانات الأقمار الصناعية تُظهر أن النهر يذوب على نحو أسرع بكثير مما كان عليه الأمر في تسعينيات القرن الماضي.
– تسارع في الانهيار
ولعل الخطورة لا تكمن في انهيار النهر بحد ذاته، وإنما الأخطر من ذلك، وفقاً للعلماء، أنه في حال ذوبان الكتلة الجليدية لنهر ثويتس، يتوقع أن يتسارع بعدها انهيار العديد من الأنهار الجليدية العظيمة الأخرى في القارة القطبية الجنوبية.
الأمر الذي يؤدي إلى انهيار الغطاء الجليدي بالكامل وارتفاع كارثي لمستوى سطح البحر العالمي بعدة أمتار، وبالتالي غرق دول عديدة بأكملها.
خاصةً، وأن هذا التحذير أتى في الوقت الذي تشهد فيه مستويات سطح البحر ارتفاعاً مطرداً، فقد تضاعف المعدل السنوي للزيادة من 1.4 ملم في عام 2006 إلى 3.6 ملم في عام 2015.
وبناءً على ماسبق، قال العلماء: “إنه في حال انهيار جميع الأنهار الجليدية في غرب المنطقة القطبية الجنوبية، فلا توجد مدينة ساحلية في العالم لن تغرق بمرور الوقت، وهذا الأمر ستكون له تكلفة مدمرة على حياة البشر واقتصادهم”.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن العلماء في السابق كانوا يجتمعون على أن ذوبان الأنهار الجليدية العملاقة، بحجم ثويتس، يقتضي قروناً من الاحتباس الحراري، لكن انهيار الجليد البحري وذوبانه في الطرف الآخر من الأرض في القطب الشمالي جاء أسرع بكثير، وعلى نحو غير متوقع.
مما دفع العلماء إلى الإعلان عن تخوفاتهم من احتمال انهيار كتلة لارسن الجليدية في القارة القطبية الجنوبية بسرعة أكبر بكثير مما كان متوقعاً.
وفقدان الجليد في القطب الشمالي بالكاد أثر على مستويات سطح البحر، لأنه يتكون في الغالب في البحر، بينما جليد القطب الجنوبي فإن أغلبه على البر، لذا فإن أي ذوبان فيه يرفع مستويات سطح البحر بشكل كبير وواضح، حسبما قالته الصحيفة البريطانية.
والجدير ذكره أن قمة المناخ العالمية الأخيرة التي عُقدت في مدينة غلاسكو، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، وشهدت تحذيرات حيال ذوبان نهر ثويتس، لكن التحذيرات قوبلت بصمت من الحكومات المشغولة بجائحة كورونا.
تعليقات
إرسال تعليق
لا ترحل بلا تعليق ...أترك لنا بصمتك