في عمرٍ ما ستشعر وكأنك تقدمت مئة عامٍ قبل الأخرين
وأن ما شعرت به أنت خلال سنة واحدة "الحزن ،الفرح ،الحب.الكره،الصمت . الكلام ..حتى الصراخ " كل تلك المشاعر مرت عليك دفعة واحدة كلها إستنزفت.
ما تبقى لديك من شعور حتى تساوى كل شيٍ بنظرك فلا شيء ملهم ولا شيء ملفت لا شيء سوا النوم فقط ومراقبة ما يحدث
في عمرٍ ما سيسقط مبدأ ويقل شغف ويتبدل إعتقاد و ستكره ما تحب .
وربما تحب ما كنت تكره ستكتشف بأن كل شيء قابلاً للتغير بين لحظة وأخرى .
في عمرٍ ما سيقل الإصدقاء ويكثر العابرون ،وتختار نفسك ..... نفسك فقط.
قد نكبر دون أن نعي ذلك ،فيتقدم بنا العمر في الوقت الذي يضل فيه عمرنا الفعلي ثابت .
نكبر بكلمة أو موقف او حتى نبرة .
نكبر من حب أو مرض من فقدٍ أو غربة قد نكبر لأننا توقفنا عن اللعب فحسب .
اننا لا نكبر بتقدم الزمن ، أننا نكبر بإنطفاء الأمل بداخلنا .
نكبر حين تغادرنا الأحلام .ويغادرنا الأصدقاء والسلام ،نكبر بسرعة مخيفة بزمنٍ كل ما يمضي به مسرعاً . نحن الذين كنا أطفالاً ،نتهجئ ابجدية السير الى الحياة . هرمنا قبل أن نبلغ الخمسين حتى ،قبل أن يملئ البياض لون شعرنا .
نحن نشيب حين تشيب أرواحنا لا رؤوسنا..
الذين يعيشون حياة الخمسين في ثلاثينهم .مالذي سيعيشونه في خمسينهم ؟؟
ما أصعب أن يشيب شعورك في وقتٍ يجب أن تزدهر فيه مشاعرك تجاه الأشياء .
ما أصعب أن يذبل الشغف،شغفك للأشياء التي كنت تدفع من عمرك ثمناً لأجلها .
هذه الأعمار التي حصدنا فيها الكثير من التجارب والكثير من الهزائم والأقنعة من سيعيدها لنا كي نجعلها أفضل من عهدها الأول ؟.
من كان يضن أننا سيصل بنا الحال لكل هذا ؟
لماذا كبرنا مبكراً ولم تعد الحياة كما كنا نراها ؟
لم نعد نفرح بقطعة حلوى ، ولم نرى قوس قزح منذ زمن بعيد هجرنا حكايا الجدات ، ورائحة الحناء ، والطريق الذي ضم خطوات أقدامنا الصغيرة ،كبرنا وأصبحنا بعيدين جداً عنا ،عن وجه الطفل الذي مزقته اظفار الحياة .
فبدونا أكثر نضجاً وإستقامةً رغم أننا نتهالك ... لا بأس ، هذا النضج المبكر يصنع منا أفاقاً بعيدة إن لم تكن في الثلاثين من عمرك قوياً ،فلا تنتظر القوة بعد ذلك ، فهي لن تأتِ أبداً .
الحياة ليست كريمة الى حد أن تمنحك كل ما تريده دون ثمن الحياه قائمة على المجاهدة ،ثم أنك لن تعيش فيها ربيعاً طيلة حياتك ،فلابد من مرور خريف العمر عليك الذي تتساقط فيه الأفكار والقناعات وحتى الأشخاص..
في عمرٍ ما ستكون ممتناً لكل المواقف التي صنعت منك هذا النضج ممتناً لكل الخائنين ولكل الناجحين الذين مررت بهم ستشكر الحياة على ما صنعته تجاهك ، ولن تغادرها وعمرك ناقص ،بل لا يهم كم هو عمرك ، المهم هو عمر عقلك ،عمر تطلعاتك.
#إن عمرك الحقيقي لا يُقاس بالسنين والأرقام بل هو إحساسك بالحياة.
تعليقات
إرسال تعليق
لا ترحل بلا تعليق ...أترك لنا بصمتك